حزب الشمال

يا أيّها الشمألُ المسكونُ بالهَوَجِ

شرقيّةً كانت القلوبُ من عِوَجِ

حتّى إذا انهارَ شرقٌ بعدما كُشِفتْ

سوءاتُهُ وخبا ما كانَ منْ وهَجِ

وانفضَّ عنهُ مواليهُ أوائلُهمْ

حتّى الأواخرُ من دونٍ ومِنْ همَجِ

تبريرُ بعضهمُ الإفلاتُ من سغَبٍ

في الشّرقِ ليسَ له إنْ عمّ من فُرَجِ

والجلُّ حجّتهُ نفسٌ قد انتُزِعتْ

من طبعِها وهْيَ منهُ اليومَ في حرَجِ

أبدلْتُموهُ بغربٍ دونما خجلٍ

من بارحٍ كمْ لهُ سُقتمْ من الحُجَجِ

بالعِجْلِ أبدَلْتمُ العِجْلَ ودأبكمُ

إبدالُ عجلَكمُ معْ كلِّ مُنْعَرجِ

ألمْ تمرَّ بدينِ اللهِ هجرتُكمْ

من الجليدِ إلى الدّافيْ منَ الخُلُجِ؟!

بلىْ ولكنَّ أنفسًا كأنفسِكُمْ

إنْ يلْقَ قصْرٌ ضُحىْ بالنّورِ تَمْتزجِ

بلى وما جمّعَ الضّدّينِ في المُهجِ

سوى عداءٍ لدينِ اللهِ مُنْتَهجِ

سقاكمُ اللهُ ممّا في صدورِكمُ

مهما نقصْتُمْ يظلّ الحقدُ في أوَجِ

والحقدُ مهما تطلْ أيّامهُ قزمٌ

أمام حقٍّ مديدِ العُمرِ مُنبلِجِ

أنفقْتمُ العُمْرَ في التنقيبِ عن عِللٍ

فيْ الوحْيِ بُغضًا وما بالوحيِ مِنْ فُرَجِ

وعِجْلكُمْ نافرٌ منكمْ كسابقِهِ

حتّى وإنْ وجهُهُ بدا كمُبتهِجِ

وما هزا منكُمُ العجلُ وساعدُهُ

فالنورُ من عتمِكمْ ليس بمنزعِجِ