حكايات سماوية

حكاياتُ السّماءِ تقُص ** صها الأمطارُ للبشرِ

وما همَستْ بهِ نجما ** تُها بالأمسِ منْ خبرِ

يُطرِّبُنا بهِ نقرًا ** على سقْفٍ جدا المطرِ

علىْ أوتاره عزف ال ** هوا لحنا من الأثرِ

وتنقشُهُ السّيولُ جَدا ** ولًا في الطّينِ والصَّخَرِ

وينقلُهُ الثّرى ثملًا ** إلى لُغةٍ منَ الصُّورِ

سيعرضُها الرّبيعُ غدًا ** على الأعوادِ والشجرِ

تصدّقُها قلوبٌ في ** السّما دومًا على سفرِ

فمنْ شمسٍ إلى شمسٍ ** ومن قمرٍ إلى قمرِ

ومن فجرٍ إلى عصْرٍ ** ومن غسَقٍ إلى سَحَرِ

قلوبٌ آمنت باللّهِ والآياتِ والنّذُرِ

وتنكرُها قلوبٌ تسْ ** كنُ الصلصالَ كالحجرِ

فمن كهفٍ إلى قبوٍ ** ومن بدوٍ الى حَضَرِ

ومن ذنْبٍ إلى ذنبٍ ** ومن قصْرٍ الى سَقَرِ

قلوبٌ تُنكرُ اللهَ عيونٌ دونما بَصرِ

حكاياتٌ إذا نزلَتْ ** فكالقرآنِ والسُّورِ

فلا تخْلووإن كثُرتْ ** بشائرُهامن النُّذُرِ

تُطهّرُنا منَ الذّنبِ ** وتُؤتينا منَ العِبرِ

وتسرقُنا من الحُلْمِ ** الصّغيرِ ودربِه الوَعِرِ

لأحلامٍ بأيدينا ** مُغيَّبةٍ عنِ الفِكَرِ

وقد كنّا نظنُّ بأنْ ** نَها مُنِعتْ منَ البشرِ!

تُفرّحُنا وتسرقُنا ** لأيّامٍ منَ الضّجرِ

وتُنسينا مآسينا ** وصورةَ عيشِنا الكدِرِ

ولكنَّ الحياةَ وقدْ ** بدتْ في أقبحِ الصُّورِ

تطايرُ فجأةً في العرْ ** ضِ مثلَ تطايُرِ الشّرَرِ

لتوقظُنا وتنصحُنا ** بأنْ نبقىْ علىْ حَذرِ

فإنّا لمْ نزلْ في بيْ ** تِها المسْكوِن بالخَزَرِ

فنرجعُ مثلَ أغرابٍ ** على الأيّامِ والسِّيَرِ

كغرقىْ في مُحيطٍ دو ** نما شطآنَ أو جُزُرِ

حكاياتٌ توالتْ خا ** رجَ الأبعادِ والجُدُرِ

على أنّ مشاهدَها ** بِنا تنسابُ كالنُّهُرِ

أنفرحُ؟ أم نُعوّلُ كوْ ** ننا منْ خارجِ الصُّورِ

حكاياتٌ وأبطالٌ ** بلا خُسْرانَ أو ظَفَرِ

تُنسِّينا حكاياتٍ ** يُصنّعُها بنو البشَرِ

سنصنعُها برحمته ** غدا والطينُ في الحفرِ