زرني

زُرْنيْ خيالًا أزُرْكَ مُهجةً ودمًا

عُدْنيْ خصيمًا أعُدْكَ طاعةً وَوَفا

أكتبْ إليّ رسائلًا يفِضْن جفا

أكتُبْ إليْكَ قصائدًا يفِضنَ صَفا

رُدَّ حنِينيْ إليكَ خائبًا فكَفا

هُ عزَّةً أنْ يسوَد قلبيَ اللّهِفا

أهِجْ بهِ النّارَ وافتِنْهُ وما ملكَا

نُقِمْ بأجفانِك سِلْمًا ولا أسَفا

ألا أردُّ منَ الدّينِ اليسيرَ وقدْ

أهديتَنيْ سرَّ أسرارِ البَقا سَلَفا

هوىً بهِ القلبُ يحْتمِيْ إذا ارْتجَفا

ولمْ يزلْ نورَ دربِهِ فمَا انْعطَفا

علَّمتَهُ ما بهِ بينَ الورَىْ عُرِفا

والموْتُ خيرٌ لمَنْ عَنْ عِلْمِهِ انصَرفا

وكنْتَ إذْ ذاكَ لُطفَ اللهِ إذْ لطَفا

ويومَ غِبتَ كأنّ الكوْنَ بيْ رجَفا

أيقنتُ حيْنَ نجوْتُ مِن حرائقِكا

بأنَّ قلبَكَ والهَوىْ قدِ اخْتلَفا

إذ أخلف القلبُ بالهجران ما وعَدا

في حينِ مدَّ الهوىْ يدًا وما ضعُفا

فخالَفَ العلمُ منْ للغيْرِ علَّمَهُ

حالُ العُلومِ إذا المُعَلِّمُ انْحرَفا

صدِّقْ كلامًا بهِ هواكَ قدْ وُصِفا

واتْرُكْ كلامًا بغيرِ وصفِهِ اتّصفا