لا تشتموا ملحدا

لا تشتُموا مُلتحدًا في موتِهِ

بتَضَرُّعٍ للهِ حتّى يَرْحمَا

تترحَّمونَ علىْ الّذي بدُعائِكمْ

ما ازدادَ إلّا غِلظةً وتهَكُّما:

أقبحْ بِها من رفقةٍ لمْ يكفِها

الشيطانُ بيْ كيْلا تهابَ جَهنَّما

لا تُشعِلوهُ بلِ اطفئوهُ فإنّه

حطَبٌ لهَا ولغيرِها لنْ يُطعَما

وادعوا لهُ من صوبَهمْ قدْ يمَّما

كيْ يشرَبوا كأسًا ويُحيوا مأْتَما

ثمَّ اجعلُوا حولَ الضّريحِ حدائقًا

واجْرُوا نُهورًا بينَها ونسَائِما

كيْ لا يُرىْ وجهُ التُّرابِ مُحدِّثا

عمّا رأىْ تحتَ الثّرى مُتألِّما

فإذا الترابُ روَىْ عليهِ ترَحَّمُوا

حتّى يصيرَ إليهِ ذاكَ شتائِما

ثمَّ ادفنوا منْ بعدِهِ آراءهُ

في تربةِ النّسيانِ كيْ لا تُعلَما

كيْلا يُعذّبَ ذكرُهُ منْ بعدِهِ

إنْ ملّ رأيٌ بيتَه أو عُمِّما

فالرأيُ إنْ لمْ يُكْتمِ لنْ يَكْتُما

سرَّ الّذِي برحيلهِ قد يُتِّما

فإذا تبيّنَ بعضُهمْ آراءَهُ

لانتْ جوارحُهُ وزادَ ترحُّمَا

حتّى يكونا في العذابِ معًا فرِفْ

قًا إنّ صاحبَكُم أرادَ جَهنَّما

لمْ يقبلِ الرّحمنَ حيًّا ميِّتا

حتّى يُساوىْ بالّذِي قدُ أسّلَما

إنّا لنرجوْ رحمةً مِنْ ربِّنا

لمُصَدِّقٍ حتّى إذا هوَ أجْرَما

لا للّذينَ بربِّهمْ كفرُوا وهمْ

ممّن عليهِمْ ربّهم قدْ أنعما