ما بعد الهزيمة

ما تغنّى بالسّلمِ بعد انهزامٍ ** غيرُ منْ كان فاقدًا للهوِيّهْ

لو بهِ شيءٌ من ولاءٍ لربٍّ ** أو ترابٍ أو مذْهبٍ أو قضِيّهْ

أو جرىْ في عروقهِ كبرياءٌ ** أو بقايا حميّةِ الجاهِليّهْ

ما تغنّى وما أرىْ الخصمَ منهُ ** ذلةً تُكنى عندهُ “حسنُ نِيّهْ”

ولما حمّلَ التّراثَ مجارا ** ةً لِمن عبّدوهُ وزرَ الرزِيّهْ

ولما صدَّ النّاسَ عن ربّهِ بالْ ** زعمِ أنّ الإسلامَ دينُ الأذِيّهْ

مُستعيدًا كالببّغاءِ خِطابًا ** ليس فيهِ إلاّ هلاكُ الرعِيّهْ

يُهزمُ الحرُّ مرّةً بل مِرارا ** في دُروبِ نصرٍ يراها جلِيّهْ

جاعِلًا بعدَ الإنْحدارِ صُعودًا ** نحوَ هاماتِ الأمنِياتِ العصِيّهْ

مُبدعًا من كلّ ارتطامٍ علومًا ** يتسنّى بِها طلوعُ الثّنِيّهْ

بانيًا منْ كلّ انهدامٍ جسورًا ** كالصّراطِ نحوَ المعالي السنيّهْ

سابقًا للجنانِ وهْيَ المُنى أوْ ** مُلقيًا خِصمهُ بأيديْ المنِيّهْ

هذهِ سنّةُ الأوائلِ مِنْ عبْ ** د منافٍ لهاشمٍ أو أُميّهْ

ويحَ قومٍ شاخُوا وخيبتُهمْ لمْ ** ما تزلْ في القُلوبِ منهُم صبِيّهْ

فتنًتهُمْ وهْيَ العجوزُ بقبحٍ ** دُمَّ ما أغوىْ غيرَ نفسٍ دنيّهْ

ولِمَا أمْلَتِ اسْتراحُوا ولبّوا ** واطْمئنّوا كأنّها سرْمدِيّهْ

جاعلينَ مِنها انتصارًا على خصْ ** مٍ سعَى كيْ تظلَّ منهُم بقيّهْ

مُبدِعينَ من هذْرِها حِكَمًا أمْ ** سَتْ لها أهواءُ الحَماقىْ سبِيّهْ

بائعينَ فيْها هُدى اللهِ بخْسًا ** والتّرابُ ما كانَ إلّا هدِيّهْ

فغدوْا بينَ الأرْذلينَ رُموزا ** تتغنَّى بها نفوسٌ شقِيّهْ

ولقدْ قالوا ليسَ يُضحكُ شيءٌ ** في دُنى الإنس مثلَ شرُّ البليّهْ