دع الأرض خلفك

بعيدٌ عنِ الحُبِّ..

والحُبُّ يَهْرُبُ مِنْكَ..

وما زلتَ تسهرُ دونَ نَديمِكَ

والليلُ كَلْبٌ.. وأَنتَ نَحيْلُ!…

بعيدٌ… وشِعْرُكَ يهربُ منكَ

وأُمُّكَ تهربُ.. والكونُ يَهْرُبُ ..

مَنْذَا يراكَ ؟.. ومَنْذَا تَراهُ ؟…

وأنتَ خريفُ خريفِكَ..

أنتَ رمادُ رمادِكَ..

أنتَ التَّأَرْجُحُ بينَ الطريقَيْنِ..

والليلُ يَنبَحُ بينَ عِظَامِكَ…

لنْ تَسْتَقِرَّ على مَنْ تُعيدُكَ منكَ إليها..

ولنْ تستقرَّ على مَنْ تُغَلِّقُ أبوابَها…

دَعِ الأرضَ خلفَكَ..

لنْ تَسْتَطيلَ رُؤَاكَ عليها..

ألستَ تُحِسُّ بأنَّ يديها

تَصُبَّانِ فوقَكَ أَوْصَابَها ؟!..

تَمدَّدَ جُرْحُكَ يا قِطَّ لَيْلِكَ

ماذا تركتَ لِمَنْ سوفَ يأتي لِيَشْهَدَ مَوْتَكَ

ماذا أَخَذْتَ ؟

وكيفَ تُحاوِلُ أَنْ تَسْتَفيضَ بِرُوحِكَ

رُوحُكَ أَوْسَعُ مِمَّنْ تُحِبُّ…

وأنتَ بعيدٌ عنِ الحُبِّ..

أنتَ مَتَاهٌ طويلُ…

دَعِ الأرضَ خَلْفَكَ فَالخَيْلُ ماتَتْ

وماتَ الصَّهِيْلُ…