الشاعر

يكتب كما لو يجلس على صهوة حصان

تسمع صهيل نصوصه

ويطفر في وجهك صهده النازل

قدماه تخبّان في رمل

ورأسه منتعشٌ في الرماح

يتطوّح

والكلامُ يفيض ويتطاير ويشهق

يناديه غيمٌ

فلا يسمع،

رئتاه مشرعتان لصوت الأقاصي

ليس لاسمه حروفٌ ولا يفهم اللغة،

يكتب، وكعبه في خاصرة الخيل

فرسٌ تهشل به وتطير

وذراعاه ريشٌ شاهقٌ.

سميناه مثلما يأخذ النبيّ الحكمة

مثلما ينهر الماءُ وحشة الأرض

سميناه،

وأخذنا أخطاء الحقل لمأدبته.

كلما تقدمتْ به الخيلُ توغل في نصه،

وأفضى بنا إلى التيه

يضيع فيضئ بنا عتمة الكون

قناديله في سفرٍ وإقامة.

صوتٌ واهنٌ يسعى مثل نبيذٍ يؤرّخ.

مكتظاً بالمنح والهبات والهدايا

قرابينه في المذبح الغريب

له في كل نارٍ جمرةٌ ورماد

وعليه أن يخرج

دائماً عليه أن يخرج.