النجوم في الشرفة

لدينا الأساطير،

نحن ضحايا الرواة، ويقتلنا السَردُ

أخبارُنا سَفَرٌ في السَراب

يختبرُ الموتُ أشعارَنا.

كلما طاشَ عقلٌ لنا، جُنَّت العاشقاتُ

واستدارَ الندامى يُغنّونَ للغيم فصلَ النهايات

فَصْدَ الدماءِ الحبيسةِ سردَ النقائض

نقرأُ في دفتر الماء أسماءنا

لم تكن الشرفة تَسَعُ نجومه وهو يستريح في سهرةٍ طويلة. ليلٌ ليِّنُ العريكة، يخرج من مجابهاته. يذرع النوم بين الحلم والكوابيس.

طاب للشرفة أن تندلع بتسعة سلالم من حبالٍ مغزولةٍ بأكثر المُقَلِ بياضاً لفرط التحديق وأكثر المحاجر دكنةً لفرط السهر.

بردُ الوحيدِ علامةٌ للفقد.

لا امرأةٌ، وخولة وحدها

لا سَيفَ لي

والكأسُ تاج الماء في عِلمِ الكحول

بردٌ سيزدردُ الفصول.

لم يكن لي بين البحرين والحيرة غير خيطٍ من الولع. أجلس في مكان الشمس اقرأ الكلمات. أتهجى أبجدية الكشف. شمسٌ تذرع المسافة بين الحانات، تضيء لي خطواتي نحو الكرمة الكريمة في أقبية الحيرة. حيث الجِرار في قامة الشخص الناضج. أقف عليها تسعة أيامٍ حتى أدرك ثمالتي. خيطُ ولعٍ أمشي إليه فيأخذني الى حانة شهلاء. في هواء الحيرة الأبيض العليل الذي لا تصيبني علة فيه.

حين يضطرب قدحٌ في يدي ذات ليل، وتنسكب خمرةٌ على طرف التخت، أشعرُ بدفء شهلاء وهي تضع يدها تحت إبطي. تجلسني على بساطها.

امرأةٌ جميلةٌ من بنات الحيرة اللواتي يعرفن من الشعر ما يكفي لأن يصغي شاعرٌ إليهنّ وهن ينشدن. في الحيرة ليس من الحكمة أن تقول الشعر فحسب، لكن يتوجب عليك أن تسمعه، فتصدِّق أن ثمة شمساً ثانية تسكنُ ذلك الغيم، بمعزل عن المُلك والمملكة.

خيطُ ولعٍ يضع الحيرةَ في مهبِّ الفتنة. ليس لي في الحيرة شيءٌ يستحق السعي إليه غير الخمرة والخطّ.