انتظارات

في المطر الطفيف. انتظرناهم. الأحباءُ الذين وَعَدُوا الخريفَ بحصيرة الكستناء. انتظرنا في حضن الله. رجاةَ أن نحصي زرقة الورق معهم. ونمنحهم حمرة قلبنا. لكي يختلطَ عليهم النبيذُ بشهقة النشوة. انتظرنا في مواقف الحافلات. وعلى أرصفة القطارات. وفي شفير جحيمنا اللذيذ. مخافة أن نغيب لحظة وصولهم

الأحباءُ. عشاق الكستناء النيئة. مواعيدُهم مرقومةٌ في الفهارس. ولقاؤهم موشومٌ بخريفٍ حافلٍ بالعطايا. قالوا أنه وعدٌ. فعقدنا الأملَ على جعل الشتاء ثقيلَ الخطى. وانتظرنا. نحن العراةُ إلا من موهبة الانتظار. دفاترنا مشحونة بالقصائد. والأواني مكنوزة بأزهار “فان غوخ”. والشحوبُ طبيعتُنا في الانتظار. الأحباءُ الذين لم يأتوا تركوا الخريفَ ينسى أشجارَ الغابة. وبقيَ الماءُ في مكانه.