ذاكرة المقهى

مقهاكَ في انتظارك

يلقاك بمقاعده الوالهة

قادمة من الغابة،

خشبٌ طازجٌ في انتظار تعبك الغليظ

يُمَسِّـدُ لك وركيك وكتفيك بالعصيِّ الطريّـةِ

ويشحذ كاحليك بالبوص الليّن،

يحضنك فتنسى،

مقهاكَ، وحيدٌ مثلك

وحيدٌ بدونك

منسيٌ في وحشة الرصيف

محتشدٌ بأحلام الانتظار والفقد

جراحُ قلبِه مندلعة في لامبالاةِ العابرين

يُحدِّقُ في خطواتهم

منتظراً يداً تحطـُ على ذراعه المتروكة

مقهاكَ

ينتظرك

مثل غابةٍ مكنوزةٍ بطيور الوحشة.