لشتان ما بين ابن جعد وبيننا

لَشَتّانِ ما بَينَ اِبنِ جَعدٍ وَبَينَنا

إِذا نَحنُ رُحنا في الحَديدِ المُظاهَرِ

نُجالِدُ فُرسانَ المُهَلَّبِ كُلُّنا

صَبورٌ عَلى وَقعِ السُيوفِ البَواتِرِ

وَراحَ اِبنُ جَعدِ الخَيرِ نَحوَ أَميرِهِ

أَميرٍ بِتَقوى رَبِّهِ غَيرِ آمِرِ

أَبا الجَعدِ أَينَ العِلمُ وَالحُلمُ وَالنُهى

وَميراثُ آباءٍ كِرامِ العَناصِرِ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَوتَ لا شَكَّ نازِلٌ

وَلا بَعثَ إِلّا لِلأُلى في المَقابِرِ

حُفاةً عُراةً وَالثَوابُ لِرَبِّهِم

فَمِن بَينِ ذي رِبحٍ وَآخَرَ خاسِرِ

فَإِنَّ الَّذي قَد نِلتَ يَفنى وَإِنَّما

حَياتُكَ في الدُنيا كَوَقعَةِ طائِرِ

فَراجِع أَبا جَعدٍ وَلا تَكُ مُغضِياً

عَلى ظُلمَةٍ أَعشَت جَميعَ النَواظِرِ

وَتُب تَوبَةً تُهدي إِلَيكَ شَهادَةً

فَإِنَّكَ ذو ذَنبٍ وَلَستَ بِكافِرِ

وَسِر نَحوَنا تَلقَ الجِهادَ غَنيمَةً

تُفِدكَ اِبتِياعاً رابِحاً غَيرَ خاسِرِ

هِيَ الغايَةُ القُصوى الرَغيبُ ثَوابُها

إِذا نالَ في الدُنيا الغِنى كُلُّ تاجِرِ