في إثر سعيد يا أسعد

في إثر سعيد يا أسعد

أبذاك قضى الدهر الأنكد

ما أقرب بينا بينكما

ما أبعد قصدا ما أبعد

الصبر عصي بعدكما

والدمع جري لا يجمد

فإذا فكرت بفقدكما

الفيت حياة لا تحمد

علمان مكانهما اخلى

من ذا يملأ بحرا قد مد

فإذا كتبا وإذا خطبا

لا تدري أيهما الأجود

والشعر اطاعهما فهما

بقوافيه كل أوحد

وإذا ساجلت فأيهما

عاينت تجد ثقة ارشد

وتظنهما لحيائهما

مما رفدا كمن استرفد

وإذا وازنت الناس ورم

ت شبيههما فلقد تجهد

يعتز جليسهما بهما

ويبيت الحاسد كالابلد

وإذا خاضا في فن ما

جاء بالمضعف والمسند

لله مجالسنا اللآتي

قد جاد بها زمن ارغد

كانت عقدا في جيد ال

أيام فباغتها المرصد

يا احسن من عاشرت ومن

صادقت مغيبا أو مشهد

روحا ملكين قد اتخذا

جسمين فما لهما من ند

فضل وفضائل قد بهرت

وذكا ونهى قد جاز الحد

اخلاقهما خلصت وصفت

مما ازرى أو ما افسد

لم اسمع لفظا مكروها

لهمايوما هزلا أو جد

فسرورهما ووقارهما

لم يفترقا صد عن صد

جريا في الفضل إلى أمد

لا يدركه من لم يسهد

جبلا حلم كم قد هزأآ

بالدهر وكم سهم سدد

عصفت بهما ريح نكر

وأغصهما يوم اسود

يوم للرحلة مرتهن

ذو الروح فلاحيّ مخلد

والذكر لصاحبه باق

ما احسن صنعا أو مهد

تذكاركما يا خير أخلا

ئي الفواح بعرف الند

ابدا باق ما دامت في

أرض الأحيا ذكرى تحمد

واللّه كفيل في الجنا

ت بعمر ثان لا ينفد