لله رب العرش والأكوان

لله رب العرش والأكوان

فكر تفوت تصور الإنسان

ولقد أتاه ذات يوم خاطر

رقصت له الجنات بالسكان

فأقام في أسمى قصور جنانه

عبدا له سجدت ذوو التيجان

ودعا إليه وهو أكرم من دعا

غيد الفضل زينة العمران

لكنه ساوى الجميع وربما

فاق الصغار الكبريات الشان

فلكن في لطف التحية مسلكا

يزري على النسيمات في الاغصان

وجميعهن جرين جري قرائب

وشقائق في طاعة الرحمان

ونهلن كاسات الولاء وقد تبا

دلن الحديث تبادل الاقران

لكن رب القصر جل جلاله

إذ كان ينظر نظرة العرفان

لمح اثنتين كأنما احداهما

لا تعرف الأخرى فتأتلفان

ولعلمه بطريقه البشر الألى

بلغوا من العمران خير مكان

مد اليدين اليهما متناولا

يد كل خود منهما بينان

وإلى اليمين اشار وهو يقول ذي

في الأرض تدعى ربة الإحسان

واشار للأخرى وقال وهذه

تدعى كذلك ربة الشكران

فتفرس الاختان كل منهما

في أختها كتفرس الحيران

إذا منذ خلق الله دنيانا إلى

ذا اليوم لم تتواجه الاختان