ما كان ذنبي يا أعز الناس

ما كان ذنبي يا أعز الناس

حتى بدلت بالجفا ايناسي

بينا أعلل منك طرفي باللقا

جردت بالهجران سيف اليأس

ما كنت أحسب أن أرى قلبا من ال

فولاذ في جسم من الالماس

أنسيت موثقنا وأياما مضت

كانت بعمر الدهر كالأعراس

قد كنت مأمولي وقرة ناظري

قد كنت في جنح الدجى نبراسي

قد كنت ركن صبابتي وعبادتي

قد كنت عندي مقدس الأقداس

قد كان نجمي فيك فوق المشتري

يا زهرة فتنت عقول الناس

قد كنت لي أنس الحياة ونعمة ال

دنيا وطيب النفس والانفاس

كانت أوبقات الهنا موصولة

إذ كنت احني فوق صدرك راسي

واضم خصرك باليمين وبالشما

ل وقد سكرت وقد فقدت حواسي

والقلب يخفق والعيون شواخص

بك والسعادة فوق كل قياس

إن كنت قد أنسيت هذا كله

فأنا وحقك لم اكن بالناسي

فعلام قابلت المودة بالجفا

وبدلت لي الضحاك بالعباس

وجعلت حظي مثل ليلي اسودا

ومزجت صفو العيش بالوسواس

أحسبت أني لم أكن لك عابدا

فرميتني بالكفر والابلاس

وجحدت قبلة عهدنا وهجرت س

عة حبنا وكسرت لي اجراسي

وتركتني غرض الشماتة للعدا

ويلي من الحساد والحراس

واخجلتي بعد البشاشة منك لي

هذا الجفا بحضرة الجلاس

ان كان قد افتي لك القسيس في

صدي فمطران الهوى شماسي

فلا حر من المستحل لك الجفا

عن سر توبته مع القداس

فلقد أثار بلابلي بفنونه

فيما قضى واستل روح نعاسي

هل كان الا دين حق ديننا

هل في الرضى عن عاشق من باس

فبحق ما بيني وبينك في الهوى

لا تسمعي لوساوس الخناس

وتذكري تلك العهود فانني

أوفى محب قام بين الناس

ولأنت مطلوبي من الدنيا وان

احرقت قلبي بالجفاء القاسي