تذكرت والذكرى تهيجك زينبا

تَذَكَرت وَالذِكرى تهيجُكَ زَينَبا

وَأَصبَحَ باقي وَصلِها قَد تَقَضَّبا

وَحَلَّ بِفَلجٍ فَالأَباتِرِ أَهلُنا

وَشَطَّت فَحَلَّت غَمرَةً فَمُثَقَّبا

فَإِمّا تَرَيني قَد تَرَكتُ لُجاجَتي

وَأَصبَحتُ مُبيَضَ العِذارَينِ أَشيبا

وَطاوَعتُ أَمرَ العاذِلاتِ وَقَد أُرى

عَلَيهِنَّ أَبّاءَ القَرينَةِ مِشغَبا

فَيا رُبَّ خَصمٍ قَد كَفَيتُ دِفاعَهُ

وَقَوَّمتُ مِنهُ دَرأَهُ فَتَنَكَّبا

وَمَولىً عَلى ضَنكِ المَقامِ نَصَرتُهُ

إِذا النِكسُ أَكبى زَندَهُ فَتَذَبذَبا

وَأَضيافِ ليلٍ في شَمالِ عَريَّةٍ

قَرَيتُ مِنَ الكومِ السَديفِ المُرَعَّبا

وَوارِدَةٍ كَأَنَّها عُصَبُ القَطا

تُثيرُ عَجاجاً بِالسَنابِكِ أَصهَبا

وَزَعتُ بِمثلِ السيدِ نَهدٍ مُقَلَّصٍ

كَميشٍ إِذا عِطفَاهُ ماءً تَحَلَّبا

وَأَسمَرَ خَطِيِّ كَأَنَّ سِنانَهُ

شِهابُ غَضاً شَيَّعَتهُ فَتَلَهَّبا

وَفِتيانُ صِدقٍ قَد صَبَحتُ سُلافَةً

إِذا الديكُ في جَوشٍ مِنَ اللَيلِ طَرَّبا

سُخامِيَّةً صَهباءَ صِرفاً وَتارَةً

تَعاوَرُ أَيديهِم شِواءً مُضَهَّبا

وَمَشجوجَةً بِالماءِ يَنزو حَبابُها

إِذا المُسمِعُ الغِرّيدُ مِنها تَحَبَّبا

وَسَربٍ إِذا غَصَّ الجَبانُ بِريقِهِ

حَمَيتُ إِذا الداعي إلى الرَوعِ ثَوَّبا

وَمَربَأَةٍ أَوفَيتُ جُنحَ أَصيلَةٍ

عَلَيها كَما أَوفي القُطامِيُّ مَرقَبا

رَبيئَةَ جَيشٍ أَو رَبيئَةَ مِقنَبٍ

إِذا لَم يَقُد وَغلٌ مِنَ القَومِ مِقنَبا

فَلَمّا اِنجَلى عَنّي الظَلامُ دَفَعتُها

يُشَبِّهُها الرائي سَراحينَ لُغَّبا

إِذا ما عَلَت حَزناً بَرَت صَهَواتِهِ

وَإِن أَسهَلَت أَذرَت غُباراً مُطَنَّبا

فَما اِنصَرَفَت حَتّى أَفاءَت رِماحُهُم

لِأَعدائِهِم في الحَربِ سُمّاً مُقَشَّبا

مَغاويرُ لا تَنمي طَريدَةُ خَيلِهِم

إِذا أَوهَلَ الذُعرُ الجَبانُ المُرَكَّبا

وَنَحنُ سَقَينا مِن فَريرٍ وَبُحتُرَ

بِكُلِّ يَدٍ مِنّا سِنانا وَثَعلبا

وَمَعنٍ وَمِن حَيَّيْ جَديلَة غادَرَت

عميرَةَ وَالصَلَّخَم يَكبو مُلَحَّبا

وَيَومَ جُرادَ اِستَلحَمَت أَسلاتُنا

يَزيدُ وَلَم يَمرُر لَنا قَرنُ أَعضَبا

وَقاظَ اِبنُ حِصنٍ عانِياً في بُيوتِنا

يُعالِجُ قَدّاً في ذِراعَيهِ مُصحَبا

وَفارِسَ مَردودٍ أَشاطَت رِماحُنا

وَأَجزَرنَ مَسعوداً ضِباعاً وَأَذؤُبا