أكثر احتمالا

عيناكِ تغادران..

أكثرَ احتمالاً، إذ يعاودنا الشتاءُ أخرى

كأنهُ يا صديقتي، يمنحُ الصيفَ أمسيةً هادئةً للتذكر،

وأغنيةً تنفعُ لليلٍ قصيٍر، أشاكسُ خطوطهُ البيضاء، أمنحها مباشرةَ مجرَّتها

كأنها ساعةً، تفرحُ إذ تبعثرنَا تحتَ المظلات

تقْفو أحواضنا حيثُ نكون، أكثرَ احتمالاً، لأنها لم تجدنا

عبَّأت مسَافتنا

وهنا.. حيث الأماكنُ أرحبُ والسحابُ أكثرُ حضوراً

عندَ حافةِ الفصلِ الحار

أهيئُ الأماكنَ لظلٍ واحدٍ، وخطواتٍ تشتعلُ في الشمس

أتذكرُ أماكني السّرية

تعيدُ أصَابعي أصابِعَكِ الباردة.. في خجَلِها

تتمنى أكبَر من هذي المغامرة.

صيفٌ حارٌ كعادته.. الشمسُ تمنحنَا كل ضوئِها..

تكونُ مغامَرتنا فيه أكبر

أنزعُ كل احتمالاتِ الوصول،

نبقى.. تقول.

ظلاً واحداً.. أقول..

قد يكون مغايراً، وربما هذا الخفي الخوفُ لا يكون

يدكِ بعض الفصل ِ، باردٌ وكئيب.. أقول..

تغادر باكراً، الطيور، يداك

تكفُ عن التحليقِ، تشتغلُ بالورقِ والخربشاتِ،

بكلِ الذي يحُوطنا طالعاً،

صفُ العيون المباغت، شغبُ الأصدقاء المحتفِل،

بنا.. تقول

صخبُ عيناك قوي.. أقول

كلَّ هذا الصمت أقدرُ من كل الكلماتِ التي ربما ترتَّق المسافة الفصلَ بيننا

صيفٌ حار، هذا الذي يمدُّ فج التجلي، لشدِ الرحالِ طواعيةْ

صيفٌ حار،

أكثر احتمالاً، يبلغُ الماءُ فيه حدَّ الامتزاجِ على حافة الحلمِ باكراً، ومتوهجاً في عِنادِ طقسِنا الملازمِ البحر رطباً ينزاح عند حافةِ النافذة، بهدوءِ الزجاج الأقربِ، لنا

كل هذه الأمكنة.. تقول

نحن من يبقى.. أقول

بعضُ الترقبِ ينجحُ في رسم علامة استفهام، تخففُ من ارتطامِ الجسدِ بالرصيف

وتنجحُ أغنيةُ الوجدِ، علامتُنا، أن تكونَ لازمَة اللقاءَ

وأن نكون.. تقول

أبداً.. أقول

وجهان

سُمرتكِ مغريةٌ بالرحيلِ إلى حيث تنامُ الشمس،

وأسودكِ أكثر ناحيةَ السماء

وجهان

عيناكِ الضَّاجتان.. شفتاكِ المطبقتان

وجه

يدي تلاحقُ كلماتي

هذا أنا.. أقول

أقبَل.. تقول

لم يعدْ من الوقتِ غير ما نملكُ له

وما نعدُّ من موائدٍ، نستبقي بها عصافيرَ الكلام، أكثرَ دون ملازمةِ الحذر

ننجحُ في اصطيادِها مرّتين

مرتان..

وجهان..

يدان..

اثنان.. أقول

أبداً.. تقول

حقيقيٌ هذا المس، والشفاهُ في انتهاء اللقاء

والعيونْ

وسحرُ النسيمِ يختار فينا المساحاتِ المكشوفةِ، يثبتُ قربنَا وأننا ذاتُ اللون الممتحن صبغةَ الشمسِ في خلايا الاقترانِ النائيةِ عند عتبةِ الاشتراك،

تبدأُ أماكني السريةُ في الإعلان

وسيداتي سين في التفرّق،

في الفاءِ تحاور تحيةَ هذا الصباحِ المكتنز ألقاً وياسمين،

راءٌ تغازلُ التفاف حاء التواصلِ، في انبساطِ صحنِ الباء

غصنُ أراجيحِ حروفِنا البكر

فارس.. تقول

لتكن أنتِ.. أقول

وكلّ من سيكُون،

حيثُ أن مخالفتِنا، خلقُ أغنيتِنا في زِحامِ المنافي الواقفةِ خلفَ الزجاج، كان بارداً

أتذكرين

وضحلاً

كان صاخباً في الصورِ التي يحتويها ونحنُ هنا، بعدُ لم نغادر مكاننا، نمنحُ الوقت كل المسافةِ للوصولِ، وأيضاً نعاود الرسمَ من جديد، أنتِ بزواياكِ الحادة، بخرباشاتي الحادة، نحتدُّ، نمتدُّ، المكان أكثرُ لنا، في كلِ الأزمنةِ المشاغبة، والمبارِكةِ الوثيرةِ، مناج

وبعدُ هذا الحشدُ ينتظِر

أرسمُ الخطوطَ من جديد،

فصلٌ حارٌ جِداً

فصلٌ حارٌ آخرَ

أكثرَ احتمالاً..

تبدأُ أماكني السريةِ الغرقَ في البياضِ الذي يحيط الجناحيَن، دون إثارةٍ لزوبعة

أراكِ بجانبي، أقربَ ما تكونِين، في الجالسةِ صفَّ الأمامِ، تُناجي رَفيقَتها الصَّغيرة، تعِدُها بالآتي الجمِيل

وكلُّ الرحلةِ احتمالُ الحلم

وغايةٌ للبقاءِ أقرب.. تنجحُ أن ترسمَ معبَر الخرُوج

قبلةٌ بحجمِ العينين، وصيفٌ آخرٌ حار