فها قمة الطود العظيم بلغتها

فها قمّة الطود العظيم بلغتها

وروحي بجَوّ الإنعتِاق تمشّتِ

وصرتُ بعيداً والطلول قد اختَفَت

وراء ضبابٍ حالكٍ عن بصيرَتي

وسادَ سكونٌ فوقَ أوديةٍ غدَت

لناظِرِها تَبدو كأعظمِ لجّةِ

كذاكَ أمّحت تلك الممرّاتُ بعدما

عليها يدُ النسيان بالطبعِ مرّتِ

مرُوجٌ وغابات ترَاءت وكلّها

توَارَت ورَا أشباحِ أمنٍ جميلَةِ

كغيمِ ربيعٍ خلتها ببَياضها

ومثل ضيا شمس الأصيل المنيرَةِ

وحمراء كانت مثل نور كأنها

وشاح مساء لاحَ عند العشيَّةِ

أغانيّ أموَاج البحور تضَعضعت

أغاني السواقي في الحقول اضمحلّتِ

هنالك كلّ الكائناتِ صَوامتٌ

وقد سكتَت أصوَاتُ كلّ الخليقَةِ

وغير أغاني الخلد ما عدتُ سامعاً

تُرَافِقُها رُوحٌ هُناكَ تَغَنّتِ