يافا

مداخنُ الحشيش في يافا تُوَزِّعُ الخَدَرْ

والطرقُ العجافُ حبلى بالذباب والضَجَرْ

وقلبُ يافا صامتٌ، أغلقهُ حجرْ

وفي شوارع السماء مأتمُ القمرْ.

يافا إذن بلا قَمَرْ

يافا دمٌ على حجرْ

يافا التي رضعتُ من أثدائها حليبَ البرتقالْ

تعطشُ وهي مَنْ سقت أمواجُها المَطَرْ

يافا التي كسّرت الأيامَ فوق هذه الرمالْ

ذراعها تُشَلُّ حين ظهرُها انكسرْ

يافا التي كانت حديقةً،

أشجارها الرجالْ

قد مُسخت مَحْششةً تُوَزِّعُ الخدَرْ.

وكنتُ في يافا أزيحُ عن

جبهتها الجرذانْ

وأرفع الأنقاضَ عن قتلى بلا رُكَبْ

وأدفنُ النجومَ في الرمال والجدرانْ

وأسحبُ الرصاصَ من عظامها وأشربُ الغضبْ

وأنتقي جديلةً قتيلةً أحرقها، وأجرعُ الدخانْ

كأنها تبغٌ وأستريح لحظةَ التعبْ.