النسر

 نسر الزمن الكاسر يحملني صوب المجهولْ

ومخالبه غائرة حتى الأعماقْ

في أوصالي المرتعده !

الظلمة تزحف في الآفاقْ

والدنيا تجري مبتعده…

أتطلع خلفي

فأرى الهوّة تنآى وتغورْ

وأرى أسيجة الدور

و مداخنها ، وسقوف القرميدْ

والبسمة فوق شفاه الغيد

تتوارى أجمعها خلف تخوم البيدْ !

 

*

ما أسرعََ ما يخطف هذا الوحش فرائسَه !

يتركها تعدو صوبَ الماءْ

فإذا اقتربت داهمها وهي ظِماء !

ما أسرع ما تفقد كينونتها الأشياءْ !

تتحوّل أطيافاً..

تتسرّب من بين أصابعنا…

وإذا نحن وحيدون أمام نهايتنا ,

غرباء !

فإذا الحبّ خيالات زائلةٌ

وإذا كلّ هبات الأرض هباءْ!

*

كالشاة المذبوحةِ ,

يحملني قدري صوب المجهولْ

وأنا أتلفت حولي في هلع و ذهول..

هل أصرخ ؟

هل أبكي ؟

هل أنهال على الد نيا باللعَنات ؟

أم أتمالك نفسي وأواجه مأساتي

بثباتْ ؟…

لافرقَ , ففي كل الأحوال

أنا مقتولْ ! ّ