بعد اللقاء

شيّعتُ بالنظر الحزين خطاكِ

حتى غبتِ عني..

وشعرتُ حين خلا الطريقُ

بأن شيئاً ضاعَ مني !…

وبدت أساريرُ المدينةِ

وهي عابسةَ ٌ، كئيبه…

فكأنما رحل الضياءُ مع ابتسامتكِ

الحبيبهْ!…..

يا من ذهبتِ..ولم تضيئي شمعةَ

في ليل حزني…

ماذا يضيركِ لو تركتِ لمُبحرِ

سئم الضياعْ

وهماَ يلوذُ بهِ

ويطوي في مرافئهِ الشراع؟!…

ها أنتِ قد غابتْ خطاكِ

وراء منعطف الطريق

لحناً تباعد…ثم غابَ،

وخيّم الصمت العميقْ….

ولبثتُ بعّدكِ واجماً،يبكي الصنوبرُ

والرياحْ

حولي ، وأوراق الخريف

تهوي تِباعاً كالفَراش يُِسِِفُّ

محترقَ الجناح …

أواهِ مني ! كيف خُيّل لي ، قبيل لقائنا ،

هذا الصباحْ

أني أحبُّ شحوبَ أجواء الخريفْ

ورياحَهُ؟!!…

غُصْ في فؤادي أيها النصلُ الرهيفْ

فالذنبُ ذنبي!..

كيف لم أفطن إلى نُذُرِ الشتاءْ

في عارضيَّ؟..

وكيف لم أعبأ بهاوية السنين ؟…

وتركتُ قلبي يستعيرُ من التعطشِ

والحنينْ

ومن الروئ الحمقاء أجنحةً

يرود بها السماءْ …

ليخرَّ بين يديكِ مُنسحقاً ،

مهانَ الكبرياء!!….

اليومَ –ياللوهم! كنت أريدُ

أن أُلقي القناعْ…

كانت أحاسيسي كأنهار الربيع ،

تريد أن تنسابَ ،

أن تثب الحواجزَ والصخورْ !…..

وظننت أن اللحظة الكُبرى دنت ..

أهو الغرورْ

أوحى إليَّ بكل بهذا؟!..

أهِ ، ياحُلمي المضاعْ..

قد لايكون سوى الغرورْ

أوحى إليَّ بأن في عينيكِ شيئاً كالنداءْ..

شيئاً يناجيني …

وكنتُ اليوم انتظرُ اللقاءْ

لأفكّ عن قلبي السلاسلَ،كنتُ

أنتظر اللقاء!

وأتيتِ شاحبة ً،

وشعرُكِ يرتمي فوق الجبينْ

وعرفت من عينيكِ

أنك بت ليلكِ ترقصين

في بعض أندية المساءْ…

أواهِ كم عبثت بك الأوهامُ

يا قلبي الحزين!

وترددت شفتاي حائرتينِ :

هل أُفضي اليكِ؟!

وودتُ لو قبّلتُ شعركِ،

لو أزحت برقّةٍ خُصُلاته عن وجنتيكِ..

لكنني أبصرت ظلاً بارداً في مقلتيك..

وعرفتُ…

آه عرفتُ ما تعنيه آلامي وأحلامي

لديكِ!!…

وشربتِ كأسك دون إبطأءٍ..

وقمتِ تودّعينْ…

لم تكتميني أن عندك موعداً

مع آخرين !

وتركتني تمثال يأسٍ

حوله تبكي الرياحْ

ولهى…و أوراقُ الخريفْ

تهوي تباعاً

كالفَراش ِ يُسفّ محترقَ الجناح!…