الكلمة الأخيرة

عن النقط السوداء الكافرة و القبلات الممنوعة من التداول

عن امرأة كسول تركت خلفها قميصها الممزَّق

و رسائلها الخضراء

عن فتاة كانت تحدِّثني عن الديوك مساء الاثنين

و عن المقاصل مساء الاثنين

عن الطفل الذي يريد أن يخدش وجه القمر بأظافره الطريَّة

و الرجل الذي يريد أن يثقب قلب الطفل بسكِّينه المدبَّبة

عن الخضار و المشانق و الأزمات و المشانق

عن الحروب المعبَّأة في الثلاَّجات

و السلام المحنَّط في الشوارع

عن الحبّ و الأحذية و الامبرياليَّة

عن حليب الماعز و حليب الأمَّهات

عن جدول ضرب الموتى و عمليَّات تقسيم الجثث

عن الأوطان البعيدة و الوطن القريب

عن كومونة باريس و صناعة المرطَّبات

و ثياب الهيبيِّين و علي كتخدا

عن الآلهة الطيِّبة و أكاذيب إذاعة مونت كارلو

عن أسناني و أهدابي و جواربي القديمة

عن الأرض التي سقطت و السماء الموشكة على السقوط…

كتبت و كتبت و كسرت الأقلام

أقلام زهيدة الثمن كرأسي

و أقلام غالية اختلستها من جيوب أصدقائي

أقلام بيضاء بلا رائحة

و أخرى سوداء كوجه صبي باعني ورقة يانصيب

قرب جسر فكتوريا

أقلام حمراء أحتفظ بها للأوقات الخطرة

و أخرى خضراء أكتب بها الرسائل لحبيبتي

كتبت و كتبت و كسرت الأغاني

كتبت و كتبت و لم أحتفظ إلاَّ بقلبي

قلبي الذي أخبِّئه قبل أن أنام تحت وسادتي

خوفًا من قطَّاع الطرق و المسدَّسات اللطيفة

إنَّهُ الآن يريد أن يفرَّ من قفصه الصدري

ليبحث عن عمل و رغيف أبيض

و فتاة ينام معها في غرفة صغيرة

مفتوحة دائمًا للأصدقاء و الكتب و العصافير.