دائما I

أنا الهواء في رئتيك

و الأزرار في قميصك

أينما كنتِ ستجدينني

براحتيَّ الدافئتين

و قامتي القصيرة

أنتظرك على الرصيف

أنتظرك في العمل

أنتظرك فوق السرير

واثقًا بأنك ستأتين

لأنني معك دائمًا

أخلط أيامك بالقُبل

و دمك بالأزهار

أنظر إليكِ من سمائي كإله

و أرفع يدي طالبًا مغفرتك

أنا صرخة الألم في حنجرتك

و الأغنية الجميلة التي ترددين

أنظر إليك من البعيد

و أخاف أن ألمسك

و حينما أمسك يدك

لا أستطيع أن أبتعد عنكِ

حيوانك المدلل أنا

و هوايتك المفضلة

بلادك النائية

و مستقبلك القريب

بقدميّ الحافيتين و قلبي المرتجف

أركض معك في الدروب الوعرة

أنا الغبار من حولك

و العرق الذي يسيل من مسام جسدك

أينما نظرتِ سترينني

على الطاولة و الكرسي و المدفأة

في المكتبة و الحمّام و الباص

في الحقول و المصانع و مظاهرات الطلبة

أنمو كالأعشاب في شرفتك المشمسة

و أتدلى من سقف غرفتك كالمصباح

بأصابعي العشرة أحتوي وجهك

و بأصابعي العشرة أدفع المتاعب عنكِ

بأصابعي العشرة أعدّ لك القهوة

و بأصابعي العشرة أسندك

إذ توشكين على السقوط

أنا الوردة في شَعرك الأسود

و الدبوس في عروة سترتك

عندما تنامين

أندس بين أحلامك و لا أنام

أضحك و أبكي و أتألم

و أحارب أعداءك القساة

و في الصباح

أتدحرج مع الماء على وجهك

و أجفّفه بشفتي

أنا التفاحة التي قطفت

و الأرض التي طردتِ إليها

أنا اللوحة التي تزينين بها

جدار حياتك الأسود

و الدم الذي يسيل منكِ

حينما يطلقون عليك الرصاص

يناديك النهار فألتفت

تبردين فيرتعش جسدي

بعيني تشاهدين الطيور

و بصوتك أطالب بالحرية

أما عندما تموتين

من الجوع أو الحب

فسأحاول ألاّ أموت معك

ذلك أن الموتى

بحاجة لمن يذكرهم

و لن يفعل ذلك أحد سواي