كنجمة في السماء كوعل في الغابة

أمامي الكثير لأعطيه

و خلفي الكثير للمقابر

أمامي النهر و رائحة الصباح و الأغاني

البشر الرائعون و السفر و العدالة

و خلفي الكثير الكثير

من الكهنة و التماثيل و المذابح

و ها أنذا أمشي و أمشي

بين هزائمي الصغيرة و انتصاراتي الكبرى

و ها أنذا أمشي و أمشي

متألقًا كنجمة في السماء

و حُرًّا كوعل في الغابة

لي وطن أحبه و أصدقاء طيّبون

بنطال و حذاء و كتب و رغبات

و وقت قليل للرقص و الجنون و القنبلة

لقد بدأت أتعلم كيف أبتسم و أقول وداعًا

و بدأت أتعلم كيف أتألم

بعيدًا عن الضجيج و العواصف

أما الكلمة الجميلة، الجميلة

التي تشبه طائرًا أبيض

و التي تشبه شجرة في صحراء

فلقد اكتشفتها متأخرًا قليلاً

مثلما تكتشف السفينة اتجاهها

و مثلما يكتشف الطفل أصابعه و عينيه

لذلك أمشي و أمشي و أمشي

فأمامي الكثير لأعطيه

و خلفي الكثير للمقابر

و لذلك أمشي و أمشي و أمشي

و لا أنتظر أن ينتهي طريقي

هذه صخرة و هاتان عينان

هذا قمر و تلك أوزة

و ثمة أشياء كثيرة لم أكن أراها:

أيدي الأمهات

أكياس الطحين

و طلاب المدارس

إنّني أفتح عيني كنبع صغير

و أتحرك برشاقة الرعاة

فلقد بدأت أعلم

و ربما متأخرًا قليلاً

أن آلاف الحروب و ملايين الجرائم

لم تستطع منع القطة من المواء عندما تجوع

و الوردة من أن تتفتح

و المطر من أن ينهمر بغزارة…

لذلك أمشي و أمشي و أمشي

متألقًا كنجمة في السماء

و حُرًّا كوعل في الغابة

و عندما أصل إلى البيت

وحيدًا أو عاشقًا

مرحًا أو حزينًا

أعترف لنفسي بأخطائي القليلة

و أنتظر:

عشب الطريق

هدير القطارات

و عمال المصانع

و لون السماء في الصباح الباكر

الباكر

الباكر