أتتني من تلك السجايا بنفحة

أَتَتنِيَ مِن تِلكَ السَجايا بِنَفحَةٍ

هَزَزتُ لَها في الحَيِّ عِطفَيَّ مِن عُجبي

وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ عَرفَ تَحِيَّةٍ

نَفَضتَ بِها مِسكاً عَلى الشَرقِ وَالغَربِ

تَصَدّى بِها الرَكبُ المُغَرِّبُ غَدوَةً

فَقُلتُ أَمِن دارينَ مُدَّلَجُ الرَكبِ

سَيَنشَقُّ عَن نَورِ الوِدادِ بِها فمي

فَقَد أَنبَتَت ما أَنبَتَت لَكَ في قَلبي

وَإِنّي وَإِن كُنتُ الخَلِيَّ لِشَيِّقٌ

إِلَيكَ عَلى بُعدِ المَنازِلِ وَالقُربِ

خَلا أَنَّ حالاً لَو قَضَت بِتَفَرُّغي

إِلى لازِمٍ مِن حَجِّ مَنزِلِكَ الرَحبِ

لَقُمتُ لَهُ ما بَينَ أَعلامِ رَيَّةٍ

وَبَينَ حِمى وادي الأَشاءِ مِنَ التُربِ

وَبَعدُ فَلا يُعطِش أَبا الحَسَنِ الحَيا

بِلادَكَ وَاِلتَفَّت عَلَيكَ حُلى الخِصبِ