دعاك خليل والأصيل كأنه

دَعاكَ خَليلٌ وَالأَصيلُ كَأَنَّهُ

عَليلٌ يُقَضّي مُدَّةَ الرَمقِ الباقي

إِلى شَطِّ مُنسابٍ كَأَنَّكَ ماؤُهُ

صَفاءَ ضَميرٍ أَو عُذوبَةَ أَخلاقِ

وَمَهوى جَناحٍ لِلصِّبا يَمسَحُ الرُبى

خَفِيِّ الخَوافي وَالقَوادِمِ خَفّاقِ

وَفِتيانُ صِدقٍ كَالنُجومِ تَأَلَّفوا

عَلى النَأيِ مِن شَتّى بُروجٍ وَآفاقِ

عَلى حينِ راحَ البَرقُ في الجَوِّ مُغمِداً

ظُباهُ وَدَمعُ المُزنِ في جَفنِهِ راقِ

وَجالَت بِعَيني في الرِياضِ اِلتِفاتَةٌ

حَبَستُ بِها كَأسي قَليلاً عَنِ الساقي

عَلى سَطرِ خيرِيٍّ ذَكَرتُكَ فَاِنثَنى

يَميلُ بِأَعناقٍ وَيَرنو بِأَحداقِ

فَقِف وِقفَةَ المَحبوبِ مِنهُ فَإِنَّها

شَمائِلُ مَشغوفٍ بِمَرآكِ مُشتاقِ

وَصل زَهراتٍ مِنهُ صُفراً كَأَنَّها

وَقَد خَضِلَت قَطراً مَحاجِرُ عُشّاقِ