أطاع غناء الحوريات

هو لم يخســرْ شيئاً  حينَ أطاعَ نداءَ الحوريّــاتِ  ?

 لقد غامَــرَ حقّـاً :

حطَّـمَ  مركبَــهُ  ، عَــمْــداً  ، عند صخورِ الشــاطيءِ ،

فاضطُــرَّ إلى أن يسبحَ

كي يمسكَ جِــذعاً  أنقَـذَهُ من غرقٍ حَـتْــمٍ ?

كان غناءُ الحوريّــاتِ يهدهدُهُ حتى في الغرقِ الـماثلِ ?

كان ســعيداً ؛

أغــفى ، ملـتَـفّـاً بالرملِ الدافـيءِ

والأصدافِ

وهدهدةِ الحوريّــاتِ ؛

ولم يستيقظ إلاّ بعدَ ثلاثِ ليالٍ من حُـلُــمٍ  ?

في ليلتهِ الأولــى

ســارَ إلى ســفْحٍ وتَــمــدّدَ في كوخ رُعاةٍ ،

في ليلته  الثانيةِ

اســتَـلقى بين زهورِ الخشخاشِ ،

وفي ليلته الثالثةِ

اختارتْــه الحوريّــاتُ  السَّـبعُ  لِـيُـمسي الأُضْــحِــيـةَ  ?

????……………………

?…..????????.

??????????..

الـبَـحّــارُ أفاقَ

كما في القَصصِ الأولى ?

يفرِكُ عينيهِ  ، ويشــعرُ بالجوعِ وبالعطشِ ?

الوقتُ ضحىً

والبحرُ الهاديءُ  كان يُـوَشوشُ ? وِشْـوِشُ ? وِشْوِشُ  ? وِشْـوِشُ

ثـمّتَ عينٌ يترقرقُ فيها الماءُ

ويكشفُ عن حصباءَ ملوّنةٍ وحصىً أزرقَ ؛

واللوتُسُ طافٍ

يلمعُ  إذْ  يتضــوّعُ  :

هل تقـطـفُــني يا بحّــارُ ؟

اقـطـفْـني يا بَـحّــارُ

اقـطـفْـني أُطعِـمْـكَ من الجوعِ

اقـطـفْني !

????????.

لم يعُـدِ البَـحّــارُ  يرى غيرَ صخورِ  جزيرتِــهِ

غيرَ السـمكِ الـميْتِ

وغيرَ طيورٍ متوحشــةٍ  قد تأكلُـهُ يوماً  ?

لكنّ البحّــارَ يفكرُ ثانيةً  :

أوَلستُ أرى الآنَ الـمِــرآةَ ؟

إذاً وَهْــماً كانت سنواتُ الرِّحــلةِ ?

وهماً كان نشــيدُ البحر !