النقيض

هو  : حانةٌ صغرى

( أظنُّ نِزار قبّــاني بـ ” طوق ِ الياسمينِ ” استعملَ التعبيرَ : أعني حانةً صغرى ، لأول مرةٍ ? )

لكنّ هذا البارَ في غربيّ إيلنغَ الفقيرةِ

 (   Poor West Ealing)

ليس كما أحَبَّ نِـزارٌ !

البابُ الـموارَبُ  ســوف يَــدخلُــهُ الزبائنُ منذ مقتبَـلِ الضحى ؛

لا ظِلَّ  لامرأةٍ   تُراقِـصُــهم ،

ولا مـرأىً لخاصرةٍ  تَـكَـسَّــرُ  في الضياء الــنّــزْرِ ،

لا زهرٌ  يـباعُ  موزَّعاً  بين  الــموائدِ

لا حديثَ يدورُ

لا جازٌ  ولا  لَـعِــبٌ ?

؟؟؟؟؟

و منذ سنينَ خمسٍ كنتُ ألقى في الضحى أشــياخَ إيرلندا

متكأكِـئـينَ إزاءَ ســاقيةٍ وراءَ الـنُّـضْــدِ

مبتسمينَ ?

كانوا  ، شأنَـــهمْ دوماً ، يلفّــونَ السجائرَ صامتينَ

ويحتسونَ البيرةَ السوداءَ  .

أحياناً ، أُحَـيِّــيهِم  ،  فأسْــتأني

وأحياناً أُتابِعُ خطوتي ، متعجِّلاً ، لأكونَ عندَ  الـنُّـضْــدِ ?

لكنّ الشــيوخَ يتابعونَ الصمتَ والتدخينَ

أشــباحاً

كأني ما مررتُ بهم ?

وكأنني شــبحٌ سـيدخلُ في الجدارِ ويختفي ?

؟؟؟؟؟

ما أطولَ الســنواتِ !

ما أنأى الــمَــدى !

؟؟؟؟؟

أمسِ انتهيتُ إلى حقيقةِ ما ظننتُ المســتحيلَ :

عرفتُ أني صِــرتُ

شيخاً

صامتاً

متطامنَ الحركاتِ

من أشــياخِ إيرلندا ?