ثلاث محاولات لعلاقة

أنا أقدرُ أن أفتحَ جَفنَيَّ دقائقَ

لكني لا أقدرُ أن افتحَ عينيّ?مساءَ البارحةِ التفّتْ كلُّ وشائعِ أيامي

حولَ عروقي. ظلّتْ تلتفّ وتضغطُ ، تلتفُّ وتضغطُ ، حتى سالتْ شمسٌ

بين يدَيَّ  . على أُصُصِ الأزهارِ بدا الطُّحْلُبُ أخضرَ في لونٍ مائيٍّ. ماذا

سيُغَنِّي صُعلوكُ الحَيّ؟ ستندفعُ الزيناتُ مُفرقِعةً من جهةِ

الغربِ . الشّمسُ تسيلُ . وآخِرُ قنّينةِ خمرٍ شِيلِيٍّ رحَلتْ.

أنا أقدرُ أن أفتحَ جَفنيَّ دقائقَ

لكني لا أقدرُ أن أفتحَ سمعيْ ?الشارعُ مكتومٌ ، لَكأنّ السيّاراتِ  على

عشبٍ تَدْرُجُ . والموسيقى من بئرٍ تخرجُ . أهجِسُ صلصلةً في الحنفيّةِ …

سلسلةً من ذهبٍ تسقطُ من رفٍّ كي تتكوّمَ في طرفِ السجّادةِ . هل يتكلمُ

هذا المصباحُ ؟ البابُ المؤصَدُ صَرَّ صريراً ? أعرفُ أنّ ينابيعَ ، ينابيعَ

مُغَلْغَلةً ، تترقرقُ بين السبّابةِ والإبهامِ ؛ تُرى ? هل أسمعُها ؟

أنا أقدرُ أن أفتحَ جَفنَيَّ دقائقَ

لكني لا أقدرُ أن أستافَ ?و في بستانِ البيتِ ، قديماً وبعيداً ، في البصرةِ ،

كانت أزهارُ الخشخاشِ . وعندَ مُسَنّاةِ الماءِ تفوحُ روائحُ من سَمكٍ وطحالبَ.

كنا أحياناً ننهلُ من ماءِ الطَّلْعِ .أتعرفُ كيف تكونُ القيلولةُ تحتَ غصونِ التينِ ؟

وكيف تكونُ بَواري المَدْبسةِ ؟ الليلُ سيهبطُ مثلَ ضبابٍ أزرقَ في “حمدانَ”.

سيمتدُّ اللبلابُ المُزْهِرُ في الدمِ ? سوف يكونُ شميماً