رباعية أيضا

سعدي

المتوحدُ  و الأفعى

لا يعرف أن يأكلَ في المطعمِ

والمطعمُ مكتظٌّ بزبائنهِ . المطعمُ يَبعُدُ أمتاراً  حَسبُ عن النهرِ .

به سَمَكٌ ، ومُخَلّلُ مانجو الهندِ ، وأرغفةُ التنّورِ ،

وكان الناسُ سكارى بالعَرقِ المسمومِ ورائحةِ البارودِ الباردِ في الجيبِ

الخلفيّ . وفي هذا الغسَقِ ارتعشَ الضَّوعُ قليلاً . هل نادى اللبلابُ

زهورَ البوقِ؟ وهل تَخْطُرُ في الأبخرةِ امرأةٌ ؟ سوف يكون الناسُ

سعيدينَ ? يموتُ الناسُ سعيدينَ : العَرَقُ الطافحُ ، والبارود?

سعدي

المتوحدُ  و  السيف

لا يعرف أن يجلسَ في بهوِ سياسيِّين

كم حاولتُ ، طويلاً ، أن أدخلَ في البهوِ المفتوحِ ! لقد أمضيتُ العُمْرَ

بهذي اللعبةِ . يُغريني المشهدُ عن بُعدٍ : أبواقٌ ، وسماسرةٌ ،

وحقائبُ . أحياناً تأتي امرأةٌ  بالويسكي في أكوابِ الشاي . وقد يُمسِكُ

قردٌ بمُكبِّرِ  صوتٍ . يَصّاعَدُ في الليلِ رصاصٌ أعمى. حُجِزتْ

كلُّ مقاعدِ هذا البهوِ ، وعندَ البابِ اصطفَّ المنتظرونَ . لماذا؟ هل تسألني؟

أنا لا أعرفُ كُوعي من بُوعي . أنا لا أعرفُ حتى سترةَ من يسألُني .

سعدي

المتوحدُ  و  الحلزون

لا يعرف أن يتقدمَ ( حتى بين رفاقِ العمر ِ) مُظاهرةً

خيرٌ لكَ أن تجلسَ ملتصقاً بالمصطبةِ الخشبيةِ . ماذا ستقولُ لو استعجلْتَ

وراء القومِ ؟ فأنتَ هنا ، ملتصقاً  بالمصطبة الخشبيةِ ، سوف ترى المشهدَ مكتملاً .

لن تدفعَ بالمنْكبِ جاراً . لن تتدافعَ كي تحظى بالصورِ الفوتوغرافيةِ ?

قد يجلسُ لِصقَكَ مَن أنهكَهُ السيرُ . وقد تتحدثُ عن قاراتٍ

أخرى. هل تُنْكرُ أن العالمَ يبدو أجملَ حين تراقبُه من مصطبةِ

الحانةِ ؟ إنّ رفاقكَ يندفعون خِفافاً في الشارعِ. أنت تراهمْ . هذا يكفي .

سعدي

المتوحدُ والمِرآةَ

يحاولُ أن يتصوّرَ ما هو أبعدُ منها?

أنتَ رأيتَ ? فماذا بعدُ ؟ الأشجارُ وفوضى الشارعِ والمرأةُ والطيرُ جميعاً

في المِرآةِ . ووجهُكَ أيضاً في المرآةِ . إذاً  ، ماذا بَعدُ ؟ ألمْ تسأمْ هذا؟

لكنكَ لن تغلقَ نافذةَ المَرأى طبعاً ? أوَلَمْ تتفَكَّرْ في ما خَلَقَ

المَرءُ ؟ إذاً ، فَلْتَبْرأْ  من هذا الصّلصالِ طيوراً ! إنكَ لم تأتِ لكي

تتملّى المِرآةَ ، ولم تأتِ لكي تكسرَها . هل أتعَبَكَ الدربُ ؟ وهل

خذلتْكَ خُطاكَ ؟ انظُرْ تحتَ غطائكَ ، وانتظرِ الصّبَواتْ .