مصطفى

من قبلِ أن نأتي القواعدَ

كنتَ قاعدةً أمامَ اللهِ والطبقاتِ

كنتَ تفتِّـتُ الأحجارَ بين الناصرية والشمالْ

تقولُ للوردِ : الـتُّـوَيجُ مخبّـأٌ

وتقول للبرديّ : خـبّـأنا البنادقَ فيكَ

للورقِ : الجريدةُ أنتَ

للمتياسرينَ : إلَـيَّ ?

للفوضى : سلاماً للذين ينظِّـمون مدائحَ الفوضى

وينتقلون بين الناصرية والشمالْ .

لوجهكَ : الظلماتُ مطْـبِـقةٌ

لأهلكَ : ليس بعد الليلِ إلاّ الليل .

للتاريخِ : نحن الفجرُ ?

لم ننزلْ على خيلٍ مُـسَـوَّمةٍ

فأطلَـقْـنا خيولَ الجنِّ ?

تجدحُ ،

وانطلقنا قبلَ أن نأتي القواعدَ

نحو قاعدةٍ أمام الله والطبقاتِ?

كانت مثلَـنا في الناصريةِ .

مثلَـنا في صورةِ الأسلافِ

والكوفيةِ الرقطاءِ

والدمِ مُـدْلَـهِمّـاً في خطوطِ الوشــمِ

أيّـامَ النساءُ محجّـباتٌ

في المآتمِ والقطاراتِ البطيئةِ

والمساجدُ تختفي في النخلِ

أيامَ الكنائسُ لم تزلْ بيضاءَ ، يونانيّـةَ القُـدّاسِ

أيامَ المسـمّـى ، أنتَ : قاعدةً أمامَ اللهِ والطبقاتِ

سارتْ مثلَـنا مقروحةَ الأقدامِ

تحملُ مثلَـنا ما يحملُ الأسلافُ

وشْــمَ الحِـنْـكِ والكفَّـينِ

والمنشورَ أزرقَ

والرصاصةَ في عيونِ الخيلِ

تحملُ مثلَـنا ما يحملُ الأسلافُ

بين الناصريةِ والشمالْ .

سنُـعِـيدُ هذي الدورةَ الصـمّـاءَ

هذي الوردةَ المقطوعةَ الأعضاءِ

نُـقتَـلُ في الخلايا

ثم نُـقتَـلُ في المواقفِ ،

ثم نُـقتَـلُ في قواعدنا ?

نعيدُ الدورةَ الصمّـاءَ والوردةْ

نعيدُ رهافةَ الوحدةْ

ونسكنُ في التفرُّدِ ? في اخضرارِ الوشمِ

نسكنُ :

في خلايا لم ترشِّـحْـها الخلايا

في مواقفَ لم تُـعَـرِّفْـها المواقفُ

في قواعدَ تحتفي بدمِ الزمانِ النذلِ ?

ننأى في التفرُّدِ

في تفاصيلِ الـهُـوِيّـةِ والكلامِ

وملْـمسِ الأيدي التي وُشِـمَـتْ ،

وإيقاعِ الرصاصةِ والسؤال :

أتطْـلُـعُ الأشياءُ

فلتطْـلُـعْ بنا الأشياءُ كالأشياءِ

تطلُـعْ

رايةٌ حمراءُ في التكوينِ : بين الناصرية والشمال .