ذكرى

و لي منكَ ما أوقدتهُ البروقُ التي في سماءِ المجاز
و لي منكَ رعدٌ يزلزلُ وجهَ الغيَاب
تمورُ المسافاتُ من صوتِهِ حينَ يمضِي
سريعاً كعمرِ الحَياة
كغيمٍ تجلَّى ..تخلَّى عن الأفقِ ..ولَّى
كقِطْعٍ من الليل يغشَى شموسَ السَّراب..
و لِي منكَ رجعُ الأغانِي
حنينُ المنافِي إلى وردَةِ الجُرحِ
موتُ الكلامِ
اشتعالُ الملام
و نُورٌ يُجلِّيهِ نبضُ المعانِي
فكيفَ تسوقُ الرياحُ التي أتعبَتنا
شِراعَ الحكايا إلى ما حسِبنا مراياهُ لُجَّة
كشفنَا عن القلبِ
متْنا … سكبنَا علَى الصمتِ موْجَه..
تقولُ الحكايةُ
إِن الذين تراءَوا على ضِفَّةِ الحُلمِ يومًا
يجيؤونَ في موكِبٍ من ضِيَاء
يشُقُّونَ كالشُّهبِ قلبَ السَّماء
تطوفُ الفراشاتُ حولَ البريقِ الذي أوقدُوه
و تسرِقُ منهم يقينَ العيون
تُرتِّلُ سرًّا تدلَّى كعنقُودِ ماء
و أورَقَ منهُ الضَّنى و الجُنون
أحقًّا يكُونُ الذي في المرايَا
تبَاريحَ ضَوءٍ
تُؤجِّجها الخفقَةُ الآسِرة…؟
و هل فَاضَ منَّا الحنينُ المُصفَّى
تُكفكِفهُ الأعينُ السَّاهرَة…؟
أم الحُلمُ أبرقَ حينَ انسكبنَا
و أنشأنا غيمَةً عابرَة…؟
- Advertisement -