زاد و سفر

حينمَا يسحبُ الصَّمتُ عينيكَ للنُّور

اذهبْ إلى حيثُ لا عتْمَة فِي المَدَى

المَدَى مُشرَعٌ و النَّوافِذُ

يومئُ بلَّورُهَا للرَّحِيل

خُذْ من الزَّادِ مَا يجعَلُ البَحْرَ رهواً

و مَا يُشعِلُ المَاءَ فِي كفِّكَ المُتعَبَة …

خُذْ مِنَ الطِّينِ أسرارَهُ

مَا لَهُ مِنْ لظَى قبضَةٍ

شكَّلَتْ وجهَهُ

ثم ألقتْ بِهِ في السَّديم البَعِيد

يقتفِي أثراً لا يُرَى

أثراً قد سَرَى فِي التَّفاصِيل

في الأعينِ الشَّارِدة

في لظَى لحظةٍ أذرفتْ عاشقَين استلذَّا بخمرِ السَّمَاء

غيمةً بَارِدَة …

خُذْ من الرِّيحِ أجنحةً للسَّفَر

لاَ تعُدْ

الكنُوزُ التِي تشتَهِي

سحرُهَا جارفٌ لا يشِي بالدُّرُوب

لا يفكُّ الطَّلاَسِم

يدعوكَ للرَّقصِ في الجنَّة الوارِفَة …

خُذْ من المَاءِ ما يغسلُ القلبَ من موتِهِ

ما يُحيلُكَ فِي لحظَةٍ نطفةً

تستعيدُ الذِي كُنْتَهُ بغتَةً

تشتهِي صيْحةً واحدَة

القلوبُ التِي غادَرَ الدَّفقُ أنهارَهَا

جُثَّةٌ هامدَة ….

خُذْ منَ النَّارِ تعويذةً للبَرَد

و اصطَلِي حينَ يَصَّاعَدُ النَّزْفُ

و اعصِرْ خموراً بهَا تسكَرُ الرُّوحُ

وِرْدٌ مِنَ النَّارِ أصفَى

إذا جفَّتِ الأنهُرُ الجَامِدَة …