إلى مثل لقياكم تزم الركائب

إِلَى مثلِ لُقياكم تُزَمُّ الرّكائِب

ونحوَكُم تُحدى القِلاص السَّلاهِب

ونورُكمُ يجلو الغَياهبَ عِندَما

تقيِّدُ أبناءَ السّبيلِ الغَياهِب

ويُثني عليك الرَّكبُ ما أنتَ أهلُه

وتُثني المطايا تَحتَهُم والحَقَائِب

وَأنت إِمَامُ العِلم غَيرَ مُنازَعٍ

وَكَتبُكِ فِي أَهلِ الضَّلال كَتَائِب

وَمَا ضَرَّ قُطراً أَنتَ فيهِ مُبَرّز

عَلَى الغَيثِ أن لا تنتحيه السَّحائِب

بِكَفِّكُم واللهُ يَكلأُ حِفظها

مَنافِعُ تُزرى بالحَيَا ومَشَارِب

وَفي حُكمِك الفصلُ المُنَزّه يَستوي

بعيدٌودانٍ أو عدُوٌّ وصاحِب

إذا انفَصلَ الخَصمانِ مِن عندِك ارتَضَى

بحُكمِكَ مطلوبٌ هناكَ وطالِب

وأفصحَ بالشُّكر الجزِيل كلاهما

كأنَّ كِلا الخَصمين عِندكَ غَالِب

وكان اختياري أَن أَفوزَ بِقُرِبكم

فَتُدركَ آمالٌ وتُقضى مَآرِب

فكُنتُ على حين الديار بَعِيدة

وللشَّوق منِّي والمَحَبّة جانِب

أحِنُّ إِليكُم كلّما مَرّ راكِبٌ

وكُلِّي حنانٌ كلّما مرّ راكِب

فلمّا أتاح اللهُ لي قربَ دارِكم

دعَتني إلى زَمّ القِلاص النّوائِب

وخاصَمَني فيكم فراقٌ عَهِدتُه

يطاعِنُ من دون المُنَى وَيُضارِب

فَبِنتُ ولمّا أَقضِ حقّ وَداعِكم

ويا شَدَّ ما ضاقَت عَلَيّ المذاهِب

وَما عاقَني إِلا انحفازٌ بِسحرة

أجابَت بِهِ دَعوى الحُداة النّجائب

بِلَيلٍ كقَلبي إذ حُرمت وَداعكم

وغيثٍ كَدمعي مُستهلٌّ وساكِب

فإن تسألوني بالزّمانِ وصَرفِه

فَعِنديَ مِن ذَمّ الزمانِ عَجَائِب