تركت لسافي الريح بانة عرعرا

تَرَكتُ لسافي الريحِ بانةَ عَرعَرا

وَزرتُ لِصافي السراحِ حانةَ عكبَرا

وَقُلتُ لعلجٍ يَعبد الخمر زُفَّها

مُشَعشَعَةً قَد شاهَدت عَصرَ قَيصَرا

فَناوَلَنيها لَو تَفَرَّقنورُها

عَلى الدَهر نالَ اللَيلُ منها تَحَيُّرا

وَأَوسِعني آساً وَورداً وَنَرجساً

وَأَحضَرَني ناياً وَطبلاً وَمزهرا

هنالِكَ أَعطَيتُ البطالَة حَقَّها

وَأَلفَيتُ هتكَ الستر مجداً وَمَفخَرا

كَأَنّي الصَبا جَرياً إِلى حومَة الصِبا

أُناغي صَبِيّاً من جلندا مُزَنَّرا

فَعانَقتُهُ وَالراحُ قَد عَقرت بِنا

فَكَرَّرتُ تَقبيلاً وَقد أَقبَل الكرى

وَصَدَّ عَن المَعنى النعاس وَصادَني

إِلى أَن تَصَدّى الصُبحُ يَلمَعُ مُسفِرا

وَهَبَّت شَمالٌ نَظَّمَت شَملَ بُغيَتي

فَطارَت بِه عَنّي الشُمولُ تَطَيُّرا

فَكانَ الَّذي لَولا الحَياءُ أَذَعتُهُ

وَلا خَير في عيشِ الفَتى ان تَسَتَّرا