أنا هذا

خبّرتني عرّافةٌ أنكَ الدربُ

وأني في الدربِ طابَ شرودي

صدقتْ يا تُرى ؟ ظننتُ سنبقى

أنا موعودةٌ وأنتَ وعودي

ربما حدّثوا بنا في العشايا

أو مررنا شذاً ببالِ الورودِ

أو بنا ربما تغنّتْ يماماتٌ

وطارتْ بالعُودِ ريشةُ عودِ

خبّرتْني عرّافةٌ أنني الحسنُ

محيّايَ مطلعٌ من قصيدِ !

أغنياتٌ شَعري وأدريه كالريحِ

على قامةٍ كشكِّ الجريدِ

وأنا في البزوغِ سوسنةُ الحقلِ

تغاوتْ كسلانةً في الجرودِ.

آهَ منها الصباحُ وانتحرِ الشوكُ

وجُنَّ الندى على الأملودِ.

أنا هذا وزِدْ وزِدْ أنا لا أوجد

إلا إن كنتَ أنتَ وجودي !

إيْ ولو صحَّ أنَّ زندكَ ناداني

وجيدٌ منكَ انتهى فوق جيدي

ورماني الذي رمى فتنةَ الليلِ

وباهى حُقّانِ خلفَ بُرودي

وتأمّلتُ رأسكَ الصعبَ في كفّيَّ

أشقى أقول: “يا معبودي !”

لأمرتُ الوجودَ أن ضِعْ ومن أجل

حبيبي ضِعْ وانوجِدْ من جديدِ !