فجر وفجران

أنتَ كذّبتَ. قلتَ لي: “الفجرٌ واحدْ” …

لِمْ أنا لي فجرانِ: ناهٍ وناهدْ ؟

أمسِ قد زقزقا … سألتُ قميصي

عنهما، فاستحتْ وراحتْ تُباعِدْ.

أوَ حقّاً زارتْهما يَدُكَ ؟ اصدُقْني

لعلي نسيتُ وعدَ الواعِدْ …

كنتُ غفلى عمّا فعلتَ. فعلتَ

السوءَ أم رُحتَ من بعيدٍ تُراوِدْ ؟

رأفةً بي، بمن تسمّيهما الفجرينِ،

لا تقسُ، إن تَزُرْ، لا تُعاندْ …

حذَّرَتني أمي من المسِّ بالبلّورِ،

غيرُ البلّورِ في المسِّ واردْ …

نبعتا الوردِ ليستا لسوى الرؤيا،

فقرِّبْ يداً وظلَّ الزاهدْ.

قُلْ، وعينيكَ، هل حلمتُ أنا ؟ هل

مِلْتَ فوقي كالياسمينِ الواجدْ ؟

ذاك ما همَّ. همَّ أن لا تكونَ ارتحتَ

للضوء جامحاً ذا … وجامدْ …

وملأتَ العينينِ منه … وغنّيتَ …

ونزّلتَهُ كتابَ فرائدْ !

ليَ سؤلٌ إليكَ: ردِّدْ بأشعارِكَ،

ردِّدْ، طِرْ بالهوى … والقصائدْ …

غيرَ إحدى: “فجرٌ وفجرانِ”. مزِّقها

ولو أنها الغرامُ الخالدْ.