يقول بنو الحمراء لو أن جنحنا

يَقولُ بَنو الحَمراءِ لَو أَنَّ جُنحَنا

يَطيرُ لعشّاكم بِشُؤبوبِ وابِلِ

وَضِقتُم بِهِ ذَرعاً وَجاشَت نُفوسُكُم

وَما مَنَعتكُم مانِعاتُ المَعاقِلِ

فَقد كانَ طَردُ الجُنحِ إِذ طارَ نَحوَنا

كَذِبّانِ حُشٍّ أَو كُدودِ المَزابِلِ

وَهاجَت شَآبيبُ الحُتوفِ عَلَيكُم

بِرَعدٍ وَبَرقٍ سُجَّمٍ وَهَواطِلِ

لَظَلَّت سُيوفُ الهِندِ تَحصُدُ جَمعَكُم

حَصادَ زُروعٍ أَينَعَت لِلمَناجِلِ

وَلَمّا رَأَونا راجِفينَ إِلَيهِم

تَوَلّوا سِراعاً خَوفَ وَقعِ المناصِلِ

فَسِرنا إِلَيهِم وَالرِّماحُ تَنوشُهُم

كَوَقعِ الصَّياصي تَحتَ رَهجِ القَساطِلِ

فَلَم يَبقَ مِنهُم غَيرُ عانٍ مُصَفَّدٍ

يقادُ أَسيراً مُوثَّقاً في السَّلاسِلِ

وَآخر مِنهُم هارِبٌ قَد تَضايَقَت

بِهِ الأَرض يَهفو مِن جَوىً وَبَلابِلِ

لَقَيتُم لَنا مَلمومَةً مُستَجيرَةً

تُجيدُ ضِرابَ الهامِ تَحتَ الهَواطِلِ

بِها مِن بَني عَدنانَ فِتيانُ غارَةٍ

وَمِن آلِ قَحطانٍ كَمِثلِ الأَجادِلِ

يَقودُهُم لَيثٌ هِزَبرٌ ضُبارِمٌ

مِحَشُّ حُروبٍ ماجِدٌ غَيرُ خامِلِ

أَرومَتُهُ مِن خَيرِ قَيسٍ نَما بِهِ

إِلى المَجدِ قِدماً وَالعُلى كُلُّ فاضِلِ

أَخو ثِقَةٍ مَحض النِّجارِ مُهَذّبٌ

لَهُ حَسَبٌ زاكٍ كَريمُ الأَوائِلِ

لَهُ سورَةٌ قَيسِيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ

بِها ذادَ عَن دينِ الهُدى كُلّ جاهِلِ

لَقَد سَلَّ سوّارٌ عَلَيكُم مُهَنَّداً

يَحزُّ بِهِ الهاماتُ حَزَّ المَفاصِلِ

بِهِ قَتَلَ اللَّهُ الَّذينَ تَحَزَّبوا

عَلَينا وَكانوا أَهلَ إِفكٍ وَباطِلِ

سَما لِبَني الحَمراء إِذ حانَ حَينُهم

بِجَمعٍ كَمثلِ الطَّودِ أرعَنَ رافِلِ

تَضيقُ بِهِ الأَرضُ الفَضاءُ ضبارِمٌ

عَظيمٌ شَديدُ الرَّكضِ جَمُّ الصَّواهِلِ

أَدَرتُم رَحى حَربٍ فَدارَت عَلَيكُم

بِحَتفٍ قَد أَفناكُم بِهِ اللَّهُ عاجِلِ