لدى نجلاء

إِلَى الجَحِيمِ فِدَاكُمْ كُلُّ نَاكِثَةٍ

لِلعَهْدِ عُذْراً أَيَا نَجْلاَءُ فَابْتَعِدِي

عَنِّي فَوَاللهِ لَمْ يَصْدُرْ بِكُمْ وَلَهاً

مِنْ بَعْدِ غَدْرِكُمُ شِعْرِي وَلَمْ يَرِدِ

لَقَدْ نَسِيتُمْ وَكَانَ القُبْحُ شِيمَتَكُمْ

أَنَّ الجَمَالَ جَمَالُ الرُّوحِ لاَ الجَسَدِ

كَمْ مِنْ نَجِيبٍ جَلَبْتُمْ دُونَمَا رَسَنٍ

فِي غَفْلَةٍ مِنْهُ مَسْلُوباً بِلاَ رَشَدِ

وَعَادَ وَهْوَ كَلِيمُ النَّفْسِ مُكْتَئِباً

يَجُرُّ أَقْدَامَهُ الحَيْرَى بِلاَ جَلَدِ

مَهْمَا انْتَعَلْتُمْ فَمَا كَانَتْ أَنَامِلُكُمْ

سِوَى بَرَاثِنِ عَنْقَاءٍ عَلَى وَتَدِ

أَوْ أَنْصُلٍ ذَاتِ حَدٍّ فَاتِكٍ عَبَرَتْ

ظُلْماً عَلَى جَدَثِي وَاسْتَأْصَلَتْ خَلَدِي

وَجِئْتُ أَسْعَى بِنَحْسٍ لاَ يُفَارِقُنِي

إِلَى حِمَاكُمْ وَبُؤْسِي مُمْسِكاً بِيَدِي

فَلَمْ أُلاَقِ سِوَى هُدْبٍ عَلَى حَدَقٍ

تَسِيرُ بِاللُجَّةِ الظَّلْمَاءِ فِي رَمَدِ

وَلَمْ أُوَافِ سِوَى زَيْفٍ وَمُعْضِلَتِي

أَنِّي أُصَدِّقُ حُمْقاً كُلَّ ذِي إِدَدِ

يَا رَبَّةَ البَيْتِ لَوْ تَدْرِي الرَّبَابُ بِنَا

لأَغْرَقَتْنَا بِزَيْتِ الخَلِّ فِي كَمَدِ

مَا كُنْتِ يَوْماً فَتَاتِي غَيْرَ أَنَّ لَنَا

عَقْلاً بِهِ خَبَلٌ يَهْفُو إِلَى الوَلَدِ

إِنَّ الثَّرَاءَ سَيَأْتِي رَغْمَ مَنْ قَفَلُوا

كُوَى ارْتِزَاقِي وَأَوْدَوْا بِالسُّدَى أَمَدِي

وَرَغْمَ عُسْرِي فَحُلْمِي لَنْ تُكَبِّلَهُ

هَذِي الجَنَازِيرُ يَا نَجْلاَءُ فَاتَّئِدِي

لِتَسْمَعِينِي قُبَيْلَ العَادِيَاتِ غَداً

ضَبْحاً لِتَجْتَثَّ آلاَمِي وَلِلأَبَدِ

إِنِّي ذَكَرْتُكِ يَا نَجْلاَءُ لَيْسَ هَوَىً

بَلِ امْتِعَاضاً لِمَا لاَقَيْتُ مِنْ كَبَدِ

وَرَغْمَ بُؤْسِي فَلِي نَفْسٌ بِهَا أَنَفٌ

لَوْ شِئْتِ مِثْلِي بِهَذَا الكَوْنِ لَنْ تَجِدِي