أصمى برمح قوامه الفتان

أَصمى بِرُمح قَوامه الفَتّانِ

هَذا الرشا يَوم الوَداع جَفاني

وَسَطا عَليّ لَدى النَوى بِصَوارمٍ

مِن لَحظه فَتَكَت بِغَير تَواني

وَمِن المَحاجر صارَ فَيض مَدامِعي

يَجري عَلى الخَدّين في غَدران

وَالجسم أَصبَح لا خَيال لَهُ يُرى

مِن فَرط ما لاقى مِن الهجران

وَرَأى العَذول نَحولَ جسمي فَاِشتَفى

مِني وَعَن هَذا الرَشيق نَهاني

وَعليّ حرّمَ وَصلَه وَأَتى عَلى

تَحليل نَقض العَهد بِالبُرهان

يا وَيحَه أَيروم مِني سَلوة

حَيث الحَبيب أَطاعه وَعَصاني

حاشا يَفوز بِما أَراد وَيَنتهي

عَما بِهِ في الذُلِّ عزَّ مَكاني

وَأَنا الَّذي عَقَد الغَرامُ لي اللوا

وَإِلى جِهاد العاذلين دَعاني

وَطفقت أَخترقُ الصُفوف وَأَصطَلي

نار الجَوى في حَومة الجوَلان

وَهزمت وَحدي في النِزال جَميعَهم

بِالصَبر لا بمهندٍ وَسنان

لَكن أَنيني حينَ جدّ بي النَوى

دلَّ العَذول عَلى خفيِّ مَكاني

حاشا تلين مِن الصدود شَكيمَتي

أَو يَلتوي في الحادِثات عَناني

فَالجدّ أَسعدَ وَاللَيالي سالمت

وَصفا بِنَصر العاشِقين زَماني