أقول لفاتن طال افتتاني

أَقول لِفاتنٍ طالَ اِفتِتاني

بِطَلعته وَأَعجبه اِفتِناني

وَسُرَّ بِبُعده عَني رَقيبٌ

سَفيهٌ لَيسَ يَرغَب في التَداني

وَعلّمه التجني وَالتَجافي

فَأَصبَح جاهِلاً في الحُب شاني

وَكَم مِن مَوعد أَمّلتُ مِنهُ

فَلَم يَسمَح بِتَبليغ الأَماني

وَبالغ في الجَفا وَالهجر لَما

بِسَهمِ لحاظِ مُقلته رَماني

وَتاه عَلى الملاح بِوَردِ خَدٍّ

وَقَدٍّ لا يُقاس بِغُصن بان

وَأَصمى مُهجة المَفتون ظلماً

بِعادل قامةٍ كَالخيزران

أَأَطمَع مِنكَ في وَعد بوصلٍ

وَدينُك مطلُ صبٍّ غَير جاني

أَما وَهَواك مالي عَنكَ صَبرٌ

وَكَيفَ الصَبرُ عَنكَ أَو التَواني

فَتِه وَاهجر وصُدَّ فَلَستُ أَسلو

وَلَو جرّعتَني كَأس الهَوان

وَلَكن لا تمل عَني لِغَيري

فَغَيري لِلصَبابة لا يُعاني

وَما لي في غَرامي مِن شَريك

وَما لك يا رَشا في الحُسن ثاني

وَما لي ما ينفّس بَعضَ كَربي

سِوى دَمع كَلَون الأرجوان

وَقَد جرّبتني فَرَأَيت مِني

لَبيباً فيكَ قَد أَلف المَعاني

فَهَل مِن زَورة في جنح لَيل

تَسُرُّ بِسَعد طالَعها جِناني

وَهَل مِن لَحظة فيها عذولي

يَمَوتُ بِغَيظه وَقتَ التَهاني

هُنالك لا أَقول مَضى شَبابي

هَباء في التَولُّع بِالحسان

وَأُوقف في سَبيل اللَهو قَلبي

عَليكَ أَطاع أَمري أَو عَصاني

فَكُفَّ الآن عَن هَذا التَجافي

فَلستَ مِن الحَوادث في أَمان

وَها أَنا قَد نَصَحتك فَاتخذني

خَليلاً وَاقتصر عَن كُل شاني

فَما غَيري يَدُوم عَلى غَرام

وَكُلُّ الحُسن يا مَياس فاني