أنا الطبيب الماهر المشهور

أَنا الطَبيب الماهر المَشهورُ

الأَلمعيّ الشاطر المَشكورُ

ربّ الذكا وَالفهم وَاليَراعه

وَمَن لَهُ في طبه بَراعه

ما يَطلبوني لِعلاج الداء

عِندَ تَعاصيهِ عَن الدَواء

إِلّا قدمت بِالعَوافي وَالشفا

لِمَن رَمى بَينَ البَرايا بِالعَفا

فَكَم سَحابة عَلى العُيون

أَزلتها بِأَحسَن الفُنون

وَكَم هَزمت مِن جُيوش لِلوَبا

بِهمة وَمَهرُ فكري ما كَبا

وَدودة القرح إِذا عالجتها

دَقيقة ماتَت وَما راجعتها

أَما الجُنون وَالجذام وَالجربْ

فَإِنَّها في الداء مِن أَدنى الرُتبْ

وَإِن أَردت فَسَلِ الطاعونا

عَني تَراه قَد مَضى مَغبونا

وَالقيلة المُزمنة اللحميَّهْ

عالجتها وَفُزت بِالأمنيَّهْ

وَالآلة البازلة الخَفيفهْ

حرّكتها بإِصبعي اللَطيفهْ

بِها قَطعت دابر الاستسقا

وَمَن يُجاريني وَاَنا اِبنُ العنقا

أَنا الَّذي في الطب لي دَستور

يَعرفهُ كُل فَتىً مَشهور

من قاسني بِالغَير في الجِراحَهْ

أَخطا وَقَد بالغ في الوَقاحهْ

أَما الحصاة فَأَنا في ثانيهْ

أَعملها حالاً أَمام شانيهْ

وَشهرتي في باطن الأَمراضِ

خالية في الكَون عَن أَغراضِ

وَوَجع الأَضراس وَالصداعُ

وَالسل وَالرَبو كَذا القراعُ

واسيتها بِالحَزم وَالسِياسهْ

وَفُزت في العِلاج بِالرياسهْ

وَزادَ شُكري الآن في البِلادِ

وَعرَفتني سائر العِبادِ

فَما أَنا إِلّا أَمير الطبِّ

وَالمُرتجى لِكُل داء صَعبِ

أَنا الَّذي كُل عِلاجي نافعُ

وَلَيسَ لي في شُهرتي مُنازعُ

وَهَذِهِ نَصيحَتي يا صاحِ

قَد نشرت في سائر النَواحي

فَاكتب حُروفَها بِماء الذَهَبِ

بِالأَرمني وَالفارسي وَالعَربي