أين عبد الحميد رب المعاني

أَين عَبد الحَميد رَبُّ المَعاني

مِنكَ يا مَن أَحكَمتَ وَضع المَباني

يا أَخا الحَزم وَالسِياسة وَالرَأ

ي لَدينا وَيا بَديعَ الزَمان

أَنتَ إِنسانُ عَين دَهرك يا خَي

رَ أَميرٍ للمكرمات يُعاني

أَنتَ يا إسماعيل في كُل أَمرٍ

لا يُجاريك يا موفَّق ثاني

أَنتَ يا كَعبة الرَشاد بمصر

في سَماء العُلوم ضوء المَكان

أَنتَ لا زلت راغِباً كُلَّ وَقتٍ

في صَلاح يَمحو ضَلالة ماني

وَلَكَ السَبق في مَيادين فَضلٍ

وَسَدادٍ وَحكمة وَبَيان

وَلتدبيرك المجرّب لا يُن

كِرُ يا أَوحد البرية شاني

وَإِذا ما اِلتَجَى إِلَيك غُلامٌ

خائفٌ عاش دائِماً في أَمان

وَسَعى الخَيرُ نَحوَه باهتمام

لَكَ يا اِبن العُلا وَنال الأَماني

وَصَفا وَقتُه بِحُسن صَفاء

مِنكَ يا مَعدَن الوَفا للمداني

فَانجز الآن يا مؤيَّدُ وعدي

وَاغنم الأَجرَ في غَداة التَداني

وَاقضِ لي حاجَتي وَخُذ بِيَميني

فَلَقَد جالَ في ثَناك لِساني

وَعَلى قَدر طاقَتي جادَ فكري

فيكَ يا مالِكي بِبَعض المَعاني

فَارض وَاقبل مَقال عَبدٍ شَكورٍ

بِكَ يَسمو ما بَينَ قاص وَداني

وَابق في نعمة تزيد وَشكرٍ

ما تَغنت حَمامةٌ فَوق بان

أَو غَدا صالح يَقول اِبتِكاراً

لَكَ في محفل الرضا وَالتَهاني

يا أَميري لازالَ سعدُك يَنمو

ما تَوالى في هَذِهِ المَلَوان

أَو تَلا الفَتحَ في نَهارٍ وَلَيلٍ

لَكَ تالٍ مُرَتِّلٌ للمثاني