إذا جاء نصر الله وانشرح الصدر

إِذا جاءَ نَصر اللَه وَانشرح الصَدرُ

وَأَشرَق مِن أُفق العُلوم لَنا البَدرُ

وَطابَت لَنا الأَوقات في مَصر وَاِنجَلَت

غَياهب هَذا الجور وَاعتدل الدَهر

وَأَضحى فَريد العلم في مَصر مُزهِراً

بِبَحر مُحيط مِنهُ يُلتَقَط الدر

فَبُشرى لَنا بِالهاشميّ رفاعة

أَبي العَزم مَن يَحيا بِهِ النَظم وَالنَثر

وَيا فَوزَنا مِن حَيث حلَّ رِكابُه

بِساحتنا مِن بَعد ما مَسَّنا الضر

وَيا سَعد أَبناء العُلوم بِسَيد

جَليل بِهِ في الكَون يَفتَخر الفَخر

لَقَد آب وَالإِقبال يَسعى أَمامه

فَأَدبر جَيش الوَهم وَابتسم الثَغر

وَسارع لِلخَيرات في كُل وجهة

فَسابقه في سَعيه السَعد وَالبشر

وَأَرغم بِالبرهان أَنف مفند

جَهول عَنيد فيهِ قَد قُضِيَ الأَمر

وَما هُوَ إِلا مِن سُلالة مَعشر

هُم السادة الأَخيار وَالأَنجُم الزُهر

هُوَ اِبن رَسول اللَه أَكرَم مُرسلٍ

وَأَعظَم مَخلوق لَهُ الفَتح وَالنَصر

هُوَ اللَوذَعيُّ الأَلمعيْ دَوحةُ العُلا

هُوَ السَيد المَوصوف وَالحبر وَالبَحر

هُوَ الكنز للعرفان وَالكَف للندى

هُوَ الحلم وَالمَعروف وَالخَير وَالبر

هُوَ الجَوهر الفَرد الأَمير الَّذي لَهُ

أَياد عَلى الأَيام لَيسَ لَها حَصر

هُوَ الفاضل النحرير وَالكامل الَّذي

لَهُ بِالذكا وَالفَضل قَد شَهدت مَصر

لَقَد طَهر السودان مِن جل رجسهم

وَفي بَندر الخَرطوم لاحَ لَهُ سر

وَأَظهَر آيات الهُدى بِبلادهم

فَحقَّ لَهُ فيها وَفي غَيرِها الشُكر

وَما قَدر مَدحي في أَميرٍ جَنابُه

رَفيعٌ وَقَد أَثنى عَلى جدّه الذكر

فَلا زالَ للعرفان فينا يَسوسه

وَيَطوي بِساط الجَهل ما طلع الفَجر