الصمت أسلم إلا عن ثنا الباري

الصَمت أَسلَمُ إِلّا عَن ثَنا الباري

فَاحمدْهُ وَارغب عَن اِبن العَم وَالجار

هَذا هُوَ الحَق فاعدل عَن سِواه وَلا

تَثق بِأَقوال كَذّاب وَغَدّار

وَإِن تَكُن عارفاً بِاللَه ذا ثقة

بِفَضله لا تَخف عدوان فجّار

وَاجعل عَلى فيك قفلاً إِن أَرَدت لك ال

نَجاة وَاصبر عَلى التَعذيب بِالنار

فَالصَمت وَالصَبر وَالتَسليم يا أَملي

نال الضَعيف بِها ما لَم يِنَل ضاري

أَما النَميمة فَالجبّار حرَّمها

عَلى البَرية فاحذر بَطش جَبار

وَأَحمَقُ الناس همّاز له شغف

بِالزُور وَالجور وَالبُهتان وَالعار

وَعثرة بِلِسان لا دواء لَها

إِلا المَنون إِذا لَم يَلطف الباري

فاحرص عَلى قَلبك المَحزون مِن فِكَرٍ

أَدّت إِلى سَلب أَرواح وَأَعمار

وَاقطع رَجاءَك مِن أَهلٍ وَمِن وَلَد

وَمِن خَليل عَلى حُكم الهَوى جاري

وَارفض فَصيحَ مَقالٍ لا تَنال بِهِ

في مَصر غَير مذلات وآصار

وَلازم الصَمت حَتّى يَنقَضي زَمَنٌ

أَشراره قَد تَعالَت فَوقَ أَخيار

وَإِن بَدا لَك عَيب في أَخيك فَلا

تَلُمه وَاصبر عَلَيهِ صَبر أَحرار