بأبي قسورا كريم المحيا

بأبي قسوراً كَريم المُحيّا

صادق الوَعد بِالعُهود وَفيّا

سافر الحزم في جَميع القَضايا

وَافر العَزم في اللِقا حَيدريا

أَوحَد الطوبجيان خَير أَمير

فَضله عَمَّ دانياً وَقصيا

زادَهُ اللَه رفعة وَسَناء

وَمَقاماً عَلى الدَوام عَليا

وَرَعاه محافظاً لِقلاعٍ

في بَني مَصر بُكرةً وَعَشيا

قاصماً بالحسام ظَهر عَدوٍّ

كانَ في مَوقف النِزال قَويا

قاسِماً بَينَ جُنده باجتهاد

قسمةً لا يَزال فيها رَضيا

ناشِراً في الحُصون أَعلام نَصر

طاوياً عمر مَن تمرّد طيّا

محرقاً في الوَغى بِنار هَوان

كُلَّ مَن كانَ طاغياً وَعَصيا

ما تَحلى بِمدحه وَتَباهى

مُخلصٌ مِن نَداه صارَ مَليا

وَغَدا في ثَنائه كُلُّ وَقت

هائِماً سالِكاً صِراطاً سَويا

طامِعاً في نجاز وَعد كَريم

مِنهُ أَضحى عَلى السؤال جريا

راجياً مِن عُلاه حسنَ شَمولٍ

يَجعَل البائس الفَقير غَنيا

باسِطاً بِالدُعاء راحَة عَبدٍ

صالح لَم يَزَل صَدوقاً صَفيا

وَاثِقاً أَنَّهُ يُجاب إِلى ما

رامَ بَينَ الأَنام ما دامَ حَيا

كَيفَ لا وَهوَ آمنٌ لَيسَ يَخشى

في جِوار الأَمير ظُلماً بَغِيّا

فَلَكم في حِماه عاشَ نَزيلٌ

نازحٌ عَن ذَويه عَيشاً هَنيا

وَلَكم مَعسرٍ أَصاب يَساراً

مِنهُ أَمسى بِهِ جَواداً سَخيّا

هَذِهِ بَعض ما حَوى مِن خِلال

كانَ معنُ السَخاء مِنها خَليّا