بالبشر في مصر لاحت غرة العام

بِالبشر في مصر لاحَت غرّة العامِ

تَزهو بِنُور مَليك للحمى حامي

تَزهو بِنُور مَليكٍ غَيثُ راحته

في الكَون طُول المَدى بَينَ الوَرى هامي

هُوَ الخديوي الَّذي أَوطانُه نَشرت

لِلفَضل في عَصره مَطويّ أَعلام

وِللتمدّن مدّت باعَها وَإِلى

أَوج العُلا سارعت مِن غَير إِحجام

وَأَحرَزت شَأو تَقديم لَها شَهدت

بِهِ البَرية مِن عرب وَأَعجام

فَيا لَهُ مِن طَبيب بِالعِلاج مَحا

ما كانَ في جسمها مِن فَرط أَسقام

وَأَنَّها بِسَداد مِنهُ قَد بلغت

ما أَمّلت مِن سعادات وَإِكرام

وَأَصبَحت في سَما علياه طالعُها

بِالسعد مقترناً في دار إسلام

وَكَيفَ وَالنيل فيها حَيث يَأمره

يَجري بخصب مَديد وَافر نامي

وَكُلُّ شَيء بتقدير العَزيز لَها

يَبدو بِأَحسن تَنظيم وَإِحكام

وَلِلمَسَرّات في أَرجاء ساحتها

مَواسمٌ ذات آلاء وَإِنعام

وَلَم يَكُن قَبلَهُ فيها يُطاف بِهِ

مِن المَباني سِوى أَهرام كفرام

وَالآن كُلُّ مَكان فيهِ منتزهٌ

زاهٍ لتنوير أَذهان وَأَفهام

وَفيهِ كُل مشيد دون منظره

ما في جَميع بِلاد الروم وَالشام

وَهَذِهِ مصر قَد أَثنت عَلَيهِ بِما

يَحلو مكرّره في خَير أَيام

وَغرّدت وُرقُها بِالشكر فيهِ عَلى

عَدلٍ بِهِ قَد تحلّى جيدُ أَحكام

وَهمة لم تَزل أَركانُ دَولته

تَعلو بِها فَوق كِيوانٍ وَبهرام

وَيقظة نسخت آيات حكمتها

ما كانَ للجهل من غيّ وَأَوهام

لا زالَ في كُل عام دهره أَبَداً

يَلقاه فيها بثغر مِنهُ بسام

ما اِزداد بِالحَزم تَوفيقاً إِلى عَمَلٍ

يَزدان فيهِ بِتَأييد وَإِقدام

أَو أَقبل المَجد بِالبُشرى يؤرخه

عامٌ بيمن خديوي مصره سامي