بلبل الأنس في التهاني ترنم

بلبل الأنس في التَهاني ترنَّمْ

وَرَشيق القَوام بِالوَصل أَنعمْ

وَزَماني أَتى بِما أَتمنى

وَصَفا لي وَثَغرُه قَد تبسم

وَبِهَذا الرشا تَولَّعَ قَلبٌ

سَهمُ لَحظيه فيهِ ظلماً تحكَّم

فخلعت العذار مِن بَعد نسكي

وَقِيامي بِاللَيل وَالناس نُوَّم

وَبِهِ همت وَالخليّ اِقتَدى بِي

في هَواه وَاأْتَمَّ بي كُلُّ مغرم

وَجعلت النَسيب فيهِ نَصيبي

مِن فُنون الآداب فيما تَقدَّم

لَكن الآن ساغَ لي وَهوَ فَرضٌ

في اِعتِقادي وَاللَه بِالسرّ أَعلم

أن أُحلِّي بَديع نَظمي بِمَدحي

لَكَ يا بَهجة اللواء المعظم

يا أَمير اللواء إنَّ لِساني

عَن فُؤادي لَديك بِالشُكر تَرجَم

وَبحسن الثَناء أَعرَب عَما

في ضَميرٍ بِناء مَعناه مُحكَم

كَيفَ لا يَزدَهي بِمدحك نَثرٌ

درُّ أَلفاظِه الثَمين مُنظَّم

وَبِكَ اخضرّ يابسٌ وَهَشيمٌ

كادَ مِن شدة الظِما يَتحَطَّم

فَلَكم بِالمِياه أَحييت أَرضاً

مِن موات وَكَم نوالك قَد عَم

ولكم أينعت بمصر رياضٌ

كان منظورُها كشكل المُقطَّم

وَلَكم مِن قَناطرٍ وَمَبانٍ

أَنتَ شَيدتها لنفع وَمغنَم

وَبِأَمر السَعيد خَير مليكٍ

نوّر الأُفق بَعدَ ما كانَ أَظلَم

نلت بِالعدل في المَساحة أَجراً

حَيث كُلٌّ بِما قضيت تنعَّم

وَوَضعت الزِمام في يَد قَوم

يَحفَظون الذمام إِن صالَ ضَيغم

وَنشرت العُلوم مِن بَعد طيٍّ

فَسما رفعة بِها مِن تعلَّم

وَلعمري ما أَنتَ إِلا فَريد ال

عصر في كُل ما بِهِ تَتكلَّم

فَانتهز فُرصة الصَفا وَتهنّأ

بِمقام في دَولة السَعد أَعظَم

وَتقبّل هديةً مِن غلامٍ

بِالثَنا عَنكَ دائِماً يترنّم

مِن غلام لَهُ بمدحك وَجدٌ

مِن قَديم الزَمان ما عَنهُ أَحجَم

مِن غُلام حُصونُه في المَعاني

ذاتُ سور مشيَّدٍ لَيسَ يُثلَم

مِن غُلام إِذا اِبتَدا في مَديح

أَحسن البدء وَالخِتام وَتمَّم

وَإِذا ما كَبا بمضمار مدح

طِرفُه جال في مَثالب أَبكَم

وَعَلى ابن جرّد عضبا

وَاِقتَفى إثره وَصاحَ وَدمدم

وَرَماه بأسهمٍ مِن هجاءٍ

صائِبات حَتّى يَتوب وَيندم

وَانثنى بعدَها إليك وَحيّا

ك بِمَدح عَلَيهِ بالجدّ أَقدَم

وَتَلا في الهَناء إِنا فتحنا

لَكَ باب القبول فاصعد بِسُلَّم

ما العلا قالَ لارتقائك أَرِّخ

بَهجةٌ شرّف اللواء المقوّم