ثغر التهاني بالأماني باسم

ثَغر التَهاني بِالأَماني باسمُ

وَالسَعد للصدر المؤيد خادمُ

حَيث الخَليفة قَد دَعاه وَحَوله

بَحرُ العِدا أَمواجُه تَتَلاطم

فَأَجاب دَعوته بقوّة مفرد

لِلجَمع بِالرَأي السَديد يُقاوم

وَأَتى عَلى عجل ليخمد جمرةً

في الأَصل منشؤها الوَخيم تَفاقم

وَيَقوم للدين الحَنيفي حسبة

لِلّه مِنهُ بِما لَديهِ يلائم

وَيؤيد الملك العَظيم بِماله

مِن حسن تَدبير كَما هُوَ لازم

وَيخفف الأَثقال عَن أَبنائه

في مَوقف فيهِ يخيب مخاصم

وَيذود عَنهُم كُلّ غرٍّ همه

سَلب وَنَهب زائد وَمغارم

وَبفطنة تومي إِلَيهِ بسبقه

عَنهُم تُماط مِن العَناء تَمائم

لا غرو فهو بِذاك مَشهور كَما

ظهرت لَهُ مِن قبل فيهِ عَلائم

وَبتونس الخَضراء قَد نشروا له

علماً بِهِ تَحيا هُناك نَسائم

وَلَهُ بها في كُل واد شاسع

تَبدو عَلى طُول الزَمان معالم

فَاللَه يَلحظه بِعَين عِناية

وَبِهِ يَزول عَن العِباد صَواكم

وَيعينه في أَمرهم بِشَهامة

مِنها تَلين مِن الخصوم شَكائم

وَلَهُ يسهِّل كُلَّ صَعبٍ حَملُهُ

مِنهُ اِستَقالَت عُربُها وَأَعاجم

وَيَمدّه مِنهُ بِنَصر عاجل

تَنقاد فيهِ لِمَن يُحب قَشاعم

وَيُحقق الآمال فيهِ مِن الألى

وَثقوا بِهِ وَالخَطب فيهِ عَظائم

فَهُوَ المرجى لاندفاع شدائد

عَن دارهم وَهُوَ الهزبر الحاسم

وَلدولة الإِسلام مِنهُ ناصر

بِالعَدل يَخشاه مبيدٌ ظالم

وَبحزمه عز الخلافة جاءَها

يَسعى فذلّ لَها أَبيٌّ حاطم

وَعلا الصَدارةَ مِن ضياء سَداده

نورٌ بهِ اِبتَهج الإِمامُ القائم

وَالمؤمنون لَهُ بِطالع سَعده

فَرحوا وَهنَّوه فغص السادم

وَتضرّعوا بِدَوامه في مسند

هُوَ أَهلُه وَهُوَ النبيل الحازم

وَهوَ الأَمين المؤمن الشهم الَّذي

للملك وَالإِسلام مِنهُ مَغانم

وَبِهِ اِستَقام عَلى صِراط عَدالة

كُلُّ اعوجاجٍ للحفيظة قاصم

وَبيقظة عمرية فيها نَشا

فَرّ المنافق وَاسقرّ الحاكم

وَعلى رؤوس الخائنين حسامه

مِنهُ عَلَيها في المَصالح حائم

فمَن اِرتَشى دارَت عَلَيهِ دَوائرٌ

مِن فعله وَرمى قَفاه الراجم

وَمَن اِعتَدى وَطَغى وَخالف أَمره

يُنفَى إِذا لَم يَلتقطه الصارم

وَمَن اِمتَطى للاختلاس مطيةً

قذفت بِهِ في الهُلكِ حينَ يُحاكَم

وَمَن اِنتَهى عَن غيه في سيره

وَنَوى فَأَخلص لَم يَلمه اللائم

وَمَن اِقتَدى في نصحه لإمامه

بِهداه فَهوَ المستقيم الغانم

وَاللَه قيَّضه لنصرة ملة

نجحت لَهُ فيما تَروم عَزائم

فَلها به البُشرى عَلى طُول المَدى

فَهوَ الملاذ لَها وَنعم الراحم

وَلَها الرَجا المَقرون في تَدبيره

بِالفَوز حَيث هُوَ التقيّ العالم

وَسَتنجلي عَنها غَياهبُ كربةٍ

حلَّت بِها وَالكل عَنها نائم

وَلَها تَعود كَما يَشاء فَخارُها

وَالأَنف مِن أَعدى عِداها راغم

يا عالَماً في واحد يا خَير من

يُثني عَلَيهِ في المحافل ناظم

يا جابر العَثرات بِالهمم الَّتي

عَنها يكلّ الدَهر وَهوَ مسالم

يا مَن يُعَدّ لَديهِ أَوّلَ باخلٍ

معنٌ وَكَعبٌ وَالمقدّمُ حاتم

يا مَن بِلا سؤلٍ يفيض عَلى الوَرى

مِن راحَتيهِ كَما البحار مَكارم

يا مَن بِتُونس وَالبقاع جَميعها

عمَّت لَهُ في العالمين مَراحم

يا مَن يُجيب إِذا دُعي وَبعدله

مِن غَير تَسويف تُرَدّ مَظالم

يا مَن كَساه اللَه حلةَ هَيبةٍ

خضعت لَها في الخافقين ضَراغم

وَعَلَيهِ أَجمعت الخَلائق أَنَّهُ

هُوَ في مَقام الصَدر لَيسَ يُزاحم

بُشراك بِالعام الجَديد فَإِنَّهُ

لَكَ بِالنَجاح كما تؤمّل قادم

وَاقبل مَدائح مخلص بِكَ أَصبحت

قمراً مَنازلُهُ لَديك نَعائم

وَأجزه جائزةَ الرضا فَهِيَ الَّتي

يَسمو بِها فَوقَ السماك منادم

لا زلت في دست الصدارة فائِزاً

بِمناك ما صَلَّى وَلبَّى صائم

أَو قال مجدي في الهَناء مؤرخاً

بِالصَدر خَير الدين جاه دائم