ثغور الهنا افترت عن الثغر والبشر

ثغور الهَنا اِفتَرَّت عَن الثغر وَالبشرِ

لإيماض بَرق لاحَ مِن كَوكَب العَصرِ

سَليل المَعالي دَوحة المَجد وَالنَدى

سَمير العَوالي مَطمح الفَتح وَالنَصر

أُضِفتَ إِلى الرَب الحَليم محمدٍ

فَحزتَ مِن الاسم الكَريم عُلا الذكر

وَقَد صلح الإنصاف إِذ صَح قَلبُه

وَشانئه قَد عادَ بِالكَيد في النَحر

فَأوقاتنا طابَت وَزاد سُرورنا

وَفُزنا بِما نَرجو مِن الأَمن وَالبشر

وَبَهجتنا عِندَ القدوم تجدّدت

وَكُل لَيالينا غَدَت لَيلة القَدر

وَكاد اِنحناء البيض يذهب مُذ أَتى

يُهنِّئها بِالعَود مُعتدل السمر

فَيا واحد الدُنيا وَيا رُوح أَهلها

وَيا زينة الأَيّام يا مُفرد الدَهر

وَيا ناشر الإِحسان دُون سؤاله

وَيا ناصر العرفان بَالرأي وَالفكر

وَيا راكِباً مَتنَ السُعود وَمطلقاً

زِمام الرَخا وَاليسر في شدة العُسر

وَيا ماجِداً يَعلو بِكُل فَضيلة

وَيا خَير مَن أَحيا المَعارف في مَصر

وَيا مُحسِناً يَنهلّ في الناس غَيثه

وَيا جابِراً قَلب المُروءة مِن كسر

وَيا كَعبة الإِسعاف وَالبِرِّ وَالصَفا

وَيا مُنقذ العافي مِن البَأس وَالضر

تَهنّأ بِهَذا العَود وَانظر تكرّماً

إِلى بكر فكرٍ في مَحاسنك الغُرِّ

وَقابل أَميري بِالقبول جَبينها

فَذاكَ لَها أَعلى وَأَغلى مِن المَهر

فَلا زلت في سَعد وَأَوفر نعمة

نهاديك بِالنَظم البَديع وَبِالنثر

وَلا زالَ يَسعى نُور وَجهك بَيننا

وَيَهدي إِلى الخَيرات في البر وَالبَحر

وَلا اِنفكَّ يَسمو ذلك النُور في الوَرى

عَلى الزُهر وَالشَمس المُنيرة وَالبَدر

وَلَن يَبرح الاقبال يبدي مؤرخاً

وَفَى جاد لي عَبد الحَليم أَخو الصَدر