حباك الله بالعليا وأولى

حَباكَ اللَه بِالعَليا وَأَولَى

فَإِنك أَنتَ بِالتقديم أَولى

وَأَنَّى لا تُزَفُّ لَكَ المَعالي

وَفي حلل البَهاء عَليك تُجلَى

وَإِنَّكَ يا اِبن إسماعيل درّ

بِهِ جيد الصَدارة قَد تحلَّى

وَمنصب أَكبر الوزراء أَضحى

بِذاتك سامياً قَولاً وَفعلا

وَتونس أَصبَحَت تَزهو فَخاراً

بِصادقها الَّذي ربّاك طفلا

فَفقت وَأَنتَ في مَهد التَهاني

بِحوز مَعارف خدنا وَكَهلا

وَقرّبك الإِمام لَديهِ حَتّى

غَدا لَكَ عِندَ طيب الفرع أَصلا

فَساغَ لَنا الثَناء عَلى المفدّى

أَمير المسلمين أَجلِّ مَولى

عَلى نعم تَفيض عَلى الرَعايا

فَتملأ مِنهُم الأَرواح فَضلا

وَتَغمُر بِالذَكا مِنهُم دَواماً

بِأَشرف دَولة قَلباً وَعَقلا

وَتَجعلهم بِها في كُل وَقت

لإحراز المزايا منه أهلا

وتحمده الملوك على سلوكٍ

كَسا أَوطانَه الغَراء عَدلا

وَتَشكُر صُنعَ سدّته بِلادٌ

بِهِ اِزدادت مَع الإِنصاف نيلا

وَتَمدحه بترتيل عَلى ما

مكرّره يَكون لَديك أَحلى

فَعش يا أَكبر الوزرا حَليفاً

لإِقبالٍ بِهِ تَزداد وَصلا

وَتَأييد بِنَصر مَع ثَناء

عَلَيكَ وَفيكَ بَين الناس يُتلى

فَمنك الخارجية قَد أَضاءَت

وَغَيهَب لَيلها عَنها تَجلَّى

وَللمالية اِنتظمت أُمور

بِكَ التَأخير عَنها قَد تَولى

رَعاكَ اللَه ما صامَ اِبن عَشرٍ

بإِخلاص لِمَولاه وَصلى

وَما قالَ الصَفا لِلمَجد أَرخ

صَدارة مُصطَفى لِلنَفع أَعلى